
عواصم – «وكالات»: دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف توريد الأسلحة إلى أي طرف في سوريا، وأعرب عن قلقه «العميق» إزاء الوضع المتدهور والتأثير الإقليمي المتنامي للأزمة، قائلاً إن زيادة الأسلحة لا تعني إلا المزيد من الوفيات والدمار.
وأشار بان -خلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني- إلى أن الأزمة الإنسانية في سوريا «مروعة»، حيث إن ثلث السكان الآن في حاجة إلى مساعدة عاجلة، مجدداً التأكيد بقوة على ندائه الدول المانحة لتقديم الدعم الكامل لجهود الأمم المتحدة الإنسانية.
وفي السياق نفسه، اعتبر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن الدعم القطري للمعارضة السورية هدفه «تحقيق التوازن»، وصولا إلى وقف حمام الدم السوري.
وقال في مقابلة مع محطة دويتشه فيله الألمانية إن قرار دعم المعارضة السورية سيادي، وإن القمة العربية الأخيرة المنعقدة في الدوحة والجامعة العربية أقرت مبدأ تسليح المعارضة.
وفي غضون ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي أمس الاول على تخفيف العقوبات على سوريا التي فرضها فيما يتعلق بالصادرات والواردات النفطية بالنسبة للأجزاء الخاضعة لسيطرة المعارضة.
ويشمل قرار تخفيف العقوبات «إجراءات حظر استيراد النفط، والحظر المفروض على المعدات والتكنولوجيا الأساسية للقطاعات الرئيسية لصناعة النفط والغاز الطبيعي في سوريا، وحظر الاستثمار في قطاع النفط السوري».
وذكر وزراء الخارجية المجتمعون -في ختام اجتماعهم بلوكسمبورغ- أن هذه الخطوة تهدف لمواجهة المخاوف الإنسانية، واستعادة الحياة الطبيعية، وتقديم الخدمات الأساسية، وإعادة الإعمار، واستعادة النشاط الاقتصادي.
وتدعو بريطانيا وفرنسا الاتحاد إلى رفع حظر الأسلحة بشكل جزئي لدعم قوات المعارضة التي تواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «العالم لا يفعل ما فيه الكفاية..، لقد فشل العالم حتى الآن في تحمل مسؤولياته إزاء الشعب السوري..، أعتقد أنه يجب أن يفعل الاتحاد الأوروبي المزيد لدعم المعارضة».
وعلى صعيد المعارضة، كـُلف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرة مؤقتا بمهام رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لحين انتخاب رئيس جديد، وذلك غداة تأكيد أحمد معاذ الخطيب استقالته التي تقدم بها في مارس الماضي.
وفي مؤتمر صحفي عقده بإسطنبول عقب تكليفه بمهام المنصب الجديد، دعا صبرة «66 عاما» المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمواجهة «الجرائم البشعة» التي يرتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري.
كما دعا صبرة اللبنانيين إلى «رفض قتل أحرار سوريا»، ووصف ما يجري في ريف حمص من تدخل مقاتلين تابعين لحزب الله في القتال الدائر هناك بأنه «إعلان حرب» على الشعب السوري، وينبغي للجامعة العربية التعامل معه على هذا الأساس.
ميدانيا قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 90 شخصاً قتلوا أمس الاول في سوريا معظمهم في حلب وريف دمشق التي تشهد معارك عنيفة بين الثوار السوريين والجيش النظامي، في حين تتعرض بلدة الرستن في ريف حمص وأحياء في دير الزور لقصف عنيف من قبل قوات النظام.
وفي ريف القصير بحمص تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله اللبناني، وفق ناشطين.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأن حزب الله هو الذي يقود معركة القصير معتمدا على قواته من النخبة، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون المقاتلون قادمين من لبنان، فبعضهم يقيمون بقرى على الجانب السوري من الحدود.
وأوضح عبد الرحمن -في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية- أن الاشتباكات في قرى ريف القصير أدت إلى مقتل اثنين من الثوار، وذلك غداة مطالبة الائتلاف الوطني السوري المعارض حزب الله بالانسحاب «على الفور»، خشية أن تتسبب تدخلاته في جر المنطقة إلى صراع مفتوح على «احتمالات مدمرة».
وتشهد القصير منذ ثلاثة أيام تصعيدا عنيفا، حيث تراجع الثوار من عدة قرى تحت ضغط القصف المتواصل، وتشكل المنطقة نقطة ارتباط بين الحدود اللبنانية ومحافظة حمص التي تعد أكبر محافظات سوريا، وهي أيضا صلة وصل بين دمشق والساحل السوري الذي يعد معقل الموالين للنظام، وفيه توجد قاعدة بحرية روسية بميناء طرطوس.
ومن جهته، دعا الشيخ سالم الرافعي أحد قياديي التيار السلفي في لبنان إلى «التعبئة العامة لنصرة اللبنانيين السنة الذين يتعرضون للاعتداء في مناطق القصير وريفها».
وناشد الرافعي -في بيان له- جميع شباب السنّة في طرابلس «الجهوزية التامة لإرسال أول دفعة للقيام بالواجب الجهادي في القصير»، وانتقد «التدخل السافر والمباشر لحزب الله في الاعتداء على المظلومين في القصير، وسكوت السلطات اللبنانية عن هذا التدخل».
ومن جانبه، أفتى الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح بالجهاد في القصير، مطالباً جميع علماء الدين بالتصديق على هذه الفتوى، كما أعلن إنشاء «كتائب المقاومة الحرة» انطلاقا من صيدا جنوبي لبنان.
وفي المقابل، شيع حزب الله اثنين من مقاتليه قتلا في دمشق أثناء ما وصفه الحزب بقيامهما بواجبهما الجهادي في سوريا.
وفي حلب، قال مراسلون ان الجيش الحر سيطر على مقر كتيبة العلقمية الإستراتيجية قرب مطار منغ العسكري في محافظة حلب بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، حيث يحاصر الجيش الحر المطار منذ شهور لمنع النظام من استخدام الطائرات التي تقلع منه. وتعد الكتيبة التي سيطر عليها الثوار البوابة الرئيسية للمطار.
وحسب ناشطين، فلا تزال الاشتباكات قائمة في محيط مطار منغ، وحول بلدتيْ نبّل والزهراء اللتين تمدان النظام بأعداد من الشبيحة.
وفي دير الزور، تجدد القصف على معظم أحياء المدينة وعلى بلدتيْ حطلة والمريعية، وسط اشتباكات بحي الجبيلة وقرب مطار دير الزور العسكري، كما قصف الطيران الحربي مدينة الرقة ومحيط الفرقة 17.
وذكرت الشبكة أيضا تجدد القصف على بلدات جرجناز وبنش وكفرلاته في إدلب، وعلى قريتيْ عكو وكبانة بريف اللاذقية، وعلى قرى أبو حبيلات والحواش والحويجة في حماة.