
بغداد – «وكالات»: اكدت تقارير صحافية في العراق نقلا عن مصدر أمني في كركوك إن نحو خمسين شخصا قتلوا امس وأصيب 150 آخرون في هجوم للجيش العراقي على معتصمين في مدينة الحويجة، تلته هجمات انتقامية على حواجز أمنية وعسكرية.
وقالت مصادر محلية أن القوات العراقية سحبت جثث القتلى من الساحة ونقلتها إلى مكان مجهول بعدما اقتحمتها في الخامسة من فجر الامس، وأطلقت النار على المعتصمين.
وتابع نقلا عن مصادر من المحتجين أن المعتصمين استخدموا فقط العصي والحجارة لمواجهة القوات المقتحمة التي استعانت بمروحيات.
من جهته، تحدث الجيش العراقي عن مقتل 27 شخصا بينهم جنديان وجرح سبعة عسكريين آخرين، وقال إنه فتح النار بعدما تعرض جنوده لإطلاق نار من الساحة.
وكان الجيش العراقي أنذر في وقت سابق المعتصمين بتسليمه من يقول إنهم مسلحون من جماعة «رجال الطريقة النقشبندية»، وهي واحد من فصائل المقاومة العراقية. لكن مراسل الجزيرة نقل عن مصادر من المعتصمين أن هؤلاء لم يطلقوا النار خلال عملية الاقتحام التي انتهت بسيطرة الجيش على الساحة.
وكان مسؤولون محليون وأمنيون تحدثوا قبل ذلك عن اندلاع اشتباكات بالأسلحة النارية حين حاولت القوات اعتقال معتصمين.
وفي الوقت نفسه، قال حامد الجبوري، المتحدث باسم المعتصمين في ساحة الحويجة «55 كيلومترا جنوب غربي كركوك» للجزيرة إن هذه القوات أطلقت الرصاص والقنابل الصوتية عند اقتحام الساحة وفتحت خراطيم المياه لتفريق المعتصمين.
ونقل مراسلون في كركوك عن مصادر محلية أن رجال العشائر ردوا على اقتحام ساحة الاعتصام بمهاجمة نقاط تفتيش في الحويجة، مما أدى إلى مقتل سبعة من عناصر الجيش والشرطة وإصابة 15 آخرين.
وأضاف أن مسلحي العشائر سيطروا على 15 عربة هامر تابعة للجيش العراقي خلال الهجمات التي قتل فيها أيضا عدد من المسلحين. ونقل مراسلون عن من قالوا إنه مصدر من المقاومة العراقية أن سلمية الاحتجاجات انتهت بعد اقتحام ساحة الاعتصام بالحويجة. وأضاف أن عشرات سيارات الإسعاف أسرعت إلى مشافي كركوك حيث توافد مواطنون للتبرع بالدم.
وقبل ساعات من اقتحام ساحة الاعتصام بالحويجة، قال حامد الجبوري إن من المقرر أن يصل وفد تابع للأمم المتحدة إلى ساحة الاعتصام المحاصرة منذ أربعة أيام للاطلاع على أوضاع المعتصمين فيها.
وكان المعتصمون وافقوا من حيث المبدأ على أن تقوم لجنة من نواب يمثلون البلدة بمجلس النواب يرافقهم ضباط من الجيش والشرطة بتفتيش الساحة ليؤكدوا أن المعتصمين ليسوا مسلحين.
ويأتي الهجوم على المعتصمين في الحويجة بعد ساعات من استجابة مدن بمحافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وفي الحويجة بكركوك لدعوات أطلقها ناشطون وعلماء الدين لتصعيد الاحتجاجات والبدء بعصيان مدني.
ويقول منظمو الاعتصامات إن النجاح الكبير لخطوة العصيان المدني رسالة صريحة لرئيس الوزراء نوري المالكي بأن هذه المحافظات لن تتراجع عن المطالبة بحقوقها، ومن أهمها الإفراج عن معتقلين ومعتقلات وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.
يشار إلى أن الاحتجاجات على سياسات المالكي بدأت نهاية العام الماضي عقب اعتقال أفردا حماية وزير المالية المستقيل رافع العيساوي بتهمة المشاركة في «أعمال إرهابية».
وفى حادث منفصل قالت الشرطة العراقية ان سبعة اشخاص على الاقل قتلوا وجرح أكثر من 17 امس حين انفجرت قنبلتان مزروعتان في الطريق مستهدفة المصلين وهم يخرجون من مسجد سني في جنوب بغداد.