
عواصم - «وكالات» : تترنح الهدنة في سوريا التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة – السبت منذ ساعاتها الأولى، حيث شمل تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد الخروقات التي تم توثيقها في اليوم الثاني منها، 28 فبراير 2016، وتم توثيق 37 خرقاً.
بينها عدة خروق حدثت في اليوم الأول للهدنة 27 فبراير، لم تذكر في تقرير يوم 27 لأنها كانت مازالت قيد التحقيق، وتم التأكد منها لاحقا، ومازال العديد من الحوادث قيد التحقيق والمتابعة، ولا يمكن إيراد أي حوادث دون أن تنطبق عليها معايير بيان وقف الأعمال العدائية.
فيما كشف العميد أسعد الزعبي، رئيس الوفد المفاوض في الهيئة العليا للمفاوضات للشرق الأوسط عن 33 خرقا خلال 48 ساعة، مشيرا إلى سقوط 31 قتيلا في صفوف المدنيين.
كما أكد العميد تورط حزب الله اللبناني في خرق الهدنة في كل من الزبداني ومضايا وريف إدلب الشرقي والغربي والغوطة الشرقية.
فيما اعتبرت حركة تحرير حمص أن روسيا والنظام والميليشيات الإيرانية يعملون على نسف الهدنة، وقالت في بيان إن مروحيات النظام بغطاء من الطيران الحربي الروسي استهدفت مقرات الحركة والجيش الحر الملتزمين ببنود الهدنة في قرية تير معلة بريف حمص الشمالي بالبراميل المتفجرة، كما شن الطيران الروسي غارات على مقرات الحركة في قرية غرناطة وعقرب.
أما حماه فقد أفادت فصائل المعارضة المسلحة أن قوات النظام وميليشياته نفذت قصفا مدفعيا كثيفا مصحوبا بغطاء جوي روسي على بلدة حربنفسه بريف المدينة الجنوبي، وذلك في محاولة منها لاقتحام البلدة.
من جهة أخرى، ارتكبت الطائرات الحربية الروسية في حلب مجزرة جديدة بحق المدنيين العزل، حيث أفاد ناشطون أن طائرات حربية روسية أغارت صباحا على جمعية الهادي بالقرب من قرية بابيص بريف حلب الغربي، ما تسبب بمقتل 12 مدنيا في حصيلة أولية وإصابة آخرين بجراح.
وأشار الناشطون إلى أن الطائرات الروسية كثفت منذ ساعات الصباح غاراتها على ريف حلب، مستهدفة مدن حريتان وكفرحمرة وعندان وبلدات معارة الأرتيق وقبتان الجبل بريف حلب الشمالي.
وفي ريف حلب الغربي، شنت الطائرات الروسية العديد من الغارات الجوية، مستهدفة مدينة دارة عزة وبلدتي بانص وكفربسين ومنطقتي آسيا وقبر الإنجليزي.
من جانب اخر قال الكرملين، الاثنين، معلقاً على وقف إطلاق النار في سوريا إن «العملية مستمرة» وإن كان واضحاً من البداية أنها لن تكون سهلة.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: في مؤتمر هاتفي مع الصحافيين: «رئيسا الدولتين - رئيسا روسيا والولايات المتحدة - أكدا من البداية أن طريق الالتزام بوقف إطلاق النار لن يكون سهلاً».
وأضاف: «لكن في الوقت نفسه كان مهما للغاية التوصل إلى وقف لإطلاق النار. العملية مستمرة».
من ناحية أخرى أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إرو، عن تلقيه معلومات تفيد بهجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا بعد الهدنة.
وقال: «تلقينا معلومات عن هجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا».
ولهذا دعت فرنسا لاجتماع فوري لقوة المهام الخاصة بسوريا يناقش فيه انتهاكات وقف الأعمال القتالية.
من جهة أخرى، أكد رئيس الوفد المفاوض، العميد أسعد الزعبي، أن الهدنة في سوريا انهارت قبل أن تبدأ، وأن هناك غازات استهدفت الكثير من مناطق المعارضة المعتدلة أثناءها.
وصرّح أن نظام الأسد عاد لاستخدام غاز الكلور.
كما أعلن الزعبي أن روسيا الخصم الأكبر للمعارضة بعد الأسد، ولا يمكن الوثوق بها، وأكمل أن الروس «إرهابيون»، على حد تعبيره، ولا يمكنهم لعب دور الحكم. مضيفا أن النظام وإيران وروسيا لا يريدون الهدنة ولا يتقيدون بها.
وكشف أيضا أن نظام الأسد يملك 600 طن من الغازات السامة، والمجتمع الدولي غير قادر على مصادرتها.
وأكد الزعبي أن المعارضة تملك أدوات لحماية الشعب السوري في ظل عجز المجتمع الدولي عن فعل ما يلزم إزاء ما يرتكب بحقه.
من جانب آخر قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس الاثنين، إن الحلف قلق من الحشد العسكري الروسي في سوريا.
وقال في مؤتمر صحافي بالكويت: «نحن قلقون من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سوريا بقوات برية وقوات بحرية في شرق المتوسط وقوات جوية تشن غارات».