لم تعرف الكويت على مر تاريخها الطويل وسنوات المجد والعزة ومسيرة العطاء والوفاء التطرف بأنواعه، سواء اللفظي أو الفكري أو السياسي، ولم تعرف البغضاء والعداء، بل كانت وما زالت رمزا للتسامح والمحبة، لتعكس نهج الصفاء والنقاء في طريقة التعاطي مع الاحداث التي تمر مرور الكرام دون ان تترك اي أثر للضغينة والاحقاد.
ان خلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ولا يدفع الى المزيد من «المقاطعة» و «تقطيع السمعة» ولا ينحرف عن مسار الاحترام المتبادل او ينجرف وراء موجة التخوين والتشكيك والطعن وهي موجة كانت سائدة في النهج السابق طالت بعض الرموز ومواطنين خدموا الكويت من مواقع مختلفة ورغم ذلك تبقى قيم التآلف والمحبة هي الأقوى.
وكما قال رمز التسامح سمو الشيخ ناصر المحمد في مأدبة الغداء التي اقامها على شرف وجهاء القبائل ان قصة الكويت هي قصة محبة وتآلف وتلاحم وقصة جيرة وتسامح، وبالرغم من التجريح الذي طالني، اقسم بالله العظيم أني ما شلت في قلبي على كويتي وأوصيكم واوصى نفسي بالتسامح ثم التسامح، فما أروع هذا النهج الإنساني والاجتماعي.
هذه هي الكويت، كما هي رائدة في ديمقراطيتها ودستورها وحرياتها بأشكالها، رائدة في قيمها وعاداتها الاجتماعية وفي موروثها المبني على الحب والاحترام والتقدير، ويبرهن رموزها على مبادلة الحب بـ «الحب» والاحترام بـ «الاحترام» متجاوزين حملات التشكيك والطعن التي تمزق الوحدة وتفرق الصفوف، لا توحدها، لذلك عبر الوجهاء والأعيان عن هذا التقدير لرموزها، انطلاقا من قيم كويتية تجسد معاني الوفاء والتلاحم والتراحم، فعلا وواقعاً ملموسا، كما عكسته الاستقبالات في دواوين أهل الكويت ومن خلال «الزيارات المتبادلة» التي تأتي ضمن مسيرة الآباء والأجداد من تعزيز العادات الكريمة وفي اظهار صور التواصل المعبرة عن المحبة وصلة الرحم، فما الغريب في ان يتواصل اهل الكويت فيما بينهم وأن يشاركوا بعض افراحهم واحزانهم ومناسباتهم حتى وإن اختلفلوا في الرأي وفي الموقف، وهذا ما يميز الكويت عن بقية الدول.
فالكويت اسرة واحدة، وتبقى دولة التسامح والوفاء محافظة على قيمها وموروثها، ولا تفرق بين ابنائها، حيث ارتضى الشعب آل الصباح حكاما، وستبقى الديرة بخير وبفضل من الله سبحانه وتعالى ثم جهود والدنا وقائدنا الامير وسمو ولي عهده الامين.