لم تعد الشعارات الانتخابية التي يرفعها المرشحون لانتخابات مجلس الأمة القادم وسيلة لكسب الأصوات، وذلك بعد التجارب المريرة السابقة التي عايشها الناخبون الذين خدعوا بها أثناء «الحملات» واكتشفوا انها غير حقيقية بعدما وصل حاملوها إلى الكراسي فتغيرت أولوياتهم وبرامجهم بدخولهم ساحة «المصالح» وذلك على حساب قضايا الوطن والمواطنين.
ولم تعد البرامج الانتخابية «المبالغ فيها» من وسائل الترويج وتحقيق «الشعبية» في الدائرة، بعدما أدرك الشعب ان هناك من يسعى للمزايدات من أجل فتح صفقة المساومات والتكسب السياسي، وهناك من يهاجم الحكومة في «المقار» و«الندوات»، وعبر المحطات، ثم يمد لها يد التعاون الكامل لتمرير «مصالحه» وهناك من يهاجم ويلوح ويهدد فيحصل على المطلوب وبأسهل الطرق، لذلك أصبحت البرامج الانتخابية غير فعالة، خاصة بالنسبة للنواب السابقين الذين لم يلتزموا بها، وعادوا الآن لخوض المعركة وهم يطرحون البرامج ذاتها.
ان الشعب قادر على التمييز بين الغث والسمين، ولديه خبرة في «التقييم» بعد «سلسلة الانتخابات السابقة» فهو ينظر الى مصلحة وطنه والى الممثل الحقيقي لمصالح الشعب، خاصة ان الكويت تمر بظروف جديدة تستوجب طي صفحة الخدمات والمساومات وفتح صفحة جديدة، نقية، صافية، مسطرة بـ«الأمل» والتفاؤل والتعاون بما يعود بالنفع على الاستقرار والأمان، والتنمية والحياة المعيشية.
.. ووداعاً للشعارات الرنانة التي ظلت بعض الكتل والحركات ترفعها من باب التضليل حتى سقطت واسقطتها في أقرب اختبار.