العدد 2016 Friday 21, November 2014
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
السعد : الصناديق السيادية الكويتية لن تتأثر بانخفاض النفط المنظمة الدولية للهجرة تكرم الأمير «عرفانا بعطائه الإنساني المتميز» زيادات رجال الإطفاء تحسم 2 ديسمبر «الكويتية» تشترى 10 طائرات «بوينغ 777» 800 مليون شخص في العالم يعانون الجوع الأمير هنأ رئيس وزراء مملكة البحرين بنجاح الفحوصات الطبية المحمد استقبل رئيس وزراء ألبانيا وأولم على شرفه المنظمة الدولية للهجرة تكرم الأمير عرفاناً بعطائه الإنساني المتميز عزام الصباح : الأمير يوجه جل اهتمامه لتعزيز مسيرة التعاون الخليجي أسبوع حزين للبورصة الكويتية «هواوي» تسلط الضوء على آفاق تكنولوجيا البيت الذكي الاتحاد للطيران تسجل رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا الحرب على «داعش» : واشنطن متفائلة بالنتائج ... و«البشمركة» تواصل ملاحقة التنظيم إيران ترفض إجراء تعديلات إضافية على «اراك» ... وكوريا الشمالية تهدد باستئناف تجاربها النووية الأزمة الأوكرانية : مراقبو «التعاون» في مرمى النيران ... ومشكلة مياه في دونيتسك الأخضر يعبر لقبل النهائي بصاروخ العابد المطوع يخطف لقب بطل «تويتر» قطر تتفادى مفاجآت البحرين وتحجز مكاناً في المربع الذهبي «ميلبورن» أفضل فيلم .. وخالد أبو النجا أفضل ممثل بـ «القاهرة السينمائي» باسم عبدالأمير يعلن عن انطلاق مسلسله الجديد «النور» حلا الترك: لن أرد على من ينتقد اطلالتي

مقالات

محمد خلف المزروعي كما عرفته

عبد الله البصيص

سيد من سادات الرجال ، وأحد العظماء الذين عرفتهم في حياتي ، رحل سريعا كما يفعل العظماء ، دون أن يترك لأحد فرصة توديعه.
لم يكن محمد المزروعي مستشار ولي عهد أبوظبي للثقافة ، لم يكن موظفا يؤدي عمله فقط ، بل كان كريما حلو النفس ، حييا مبتسم الوجه، شهما يبذل الغالي والنفيس  لأصدقائه ولكل من أتاه يسعى بحاجة من حوائج الدنيا.
غير هذا كان محنكا يتطلع دائما إلى الأمام ، يقيس موازين الواقع ويضيف المقادير التي يراها ليكون مستقبل الثقافة الاماراتية أفضل.
كان دائما مشغولا بهاجس الوطن ، حيث كانت الإمارات هي شغله الشاغل ، وكان يعجبه من الرجل ولاءه لوطنه وقادته.
كيف لي أن أنسى تلك الليالي الجميلة التي قضيناها في مجلسه العامر، الذي ما رأيته قط إلا عامرا ، تلك الليالي التي كنا نجتمع عنده من كل أقطاب الوطن العربي ، أدباء ، شعراء ، فنانون ، دبلوماسيون، نتبادل أطراف الحديث معه ، وبشكل عفوي ، كان يضحك مع هذا ، ويتبسم لهذا ، ويعير إنصاته لذاك ، كان مع الجميع ، محاولا أن يقسم نفسه بالتساوي بيننا ، حتى لا يشعر أحدنا أن تقديره أقل عند «أبو خلف» من الآخرين.
لم تزده المناصب إلا تواضعا ، كما هو حال الإماراتيين ، كان إماراتيا حتى في تواضعه ، ترقى حتى أصبح أحد أكثر المقربين من سمو الشيخ محمد بن زايد ومحل ثقته ، ومع كل منصب يرتقي له كان يزداد تواضعا.
في اعتقادي أن عبقريته في الإدارة تكمن في معرفته للرجال ، في تبصره في امكانات النفوس، وعدم المجاملة في هذا الموضوع ، كان يعرف أيهم يصلح ليسند إليه تلك المهمة أو تلك ، ولا يقف عند هذا الحد، بل يدعم من يراه مناسبا حتى ينجح ، ثم ينسب النجاح لفريق العمل ، لهذا كل إدارة يترأسها المزروعي كانت ترتفع بسرعة إلى القمة ، كهيئة إبوظبي للسياحة والثقافة ، التي كان أول من نقلها نقلة نوعية على مستوى الوطن العربي ، حتى أصبحت منارة يهتدي إليها كل الأدباء العرب .  ونذكر هنا دعمه لمشروع «كلمة» للترجمة ، الذي أصبح علامة عربية فارقة . ومن أعماله أيضا اهتمامه بالموروث الإماراتي ، وتأصيل الهوية الإمارتية ، في كل جانب من جوانب عمله. وكان يقيم شبكة واسعة من العلاقات الحميمية مع كافة الإدباء العرب ، كنت أراهم في مجلسه ، كبار الأدباء ، وكبار الشعراء ، والفنانون العظماء ، هكذا بلا حاجز بيننا وبينهم ، كان يوفر لنا الاحتكاك بهم والأخذ من تجاربهم ، ويوصيهم بنا خيرا.
الآن رحل ، وبقيت محبته في صدور الرجال ، بارزة مثل دلال قهوته، وساخنة مثل دمعة فراقة. رحل ليكون مثالا يحتذى به في الوطنية ، وفي العطاء ، وفي الشهامة ، وفي الولاء.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق