لم يعد مجلس التعاون لدول الخليج العربية مجرد كيان إقليمي يجمع ست دول متجاورة في عضويته ، وإنما صار يمثل أملا كبيرا لشعوب هذه الدول بأن يتحول هذا المجلس إلى اتحاد خليجي ، يعبر عن طاقات وقدرات أبنائه ، ويشكل مصدرا للمنعة والقوة ، بوجه الكثير من التحديات والمستجدات التي تواجه المنطقة ، وتتطلب وحدة الصف وتعاظم القدرات ، بما يتناسب وتلك التحديات .
من هنا فإن ذكرى مرور 33 عاما على قيام المجلس تعني لنا الكثير .. صحيح أننا لم نبلغ بعد المدى الذي نحلم بتحقيقه ، لكن ذلك لا يعني أننا لم نحقق شيئا ، بل على العكس فقد تحققت إنجازات كثيرة وكبيرة .. يكفي أن المجلس بات يمثل «الرقم الصعب» في الأحداث التي تمر بالمنطقة العربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، وهو «رمانة الميزان» في استقرارها ، وقد لعب دورا رائعا في تجنيبها المزيد من التشرذم والانهيارات التي ضربت دولا عديدة فيها .
لقد قطع مجلس التعاون خطوات كبيرة باتجاه إنجاز العملة الموحدة والاتحاد الجمركي ، وإنشاء سكة حديد مشتركة تربط بين كل دوله ، وغير ذلك من الإنجازات المهمة التي يلمسها كل مواطن خليجي .. نعلم أن الطموحات أكبر بكثير مما تحقق ، لكننا نوقن أيضا بأن الأيام القادمة ستشهد إنجازات أهم وأكبر من كل ما تحقق طوال السنوات الثلاث والثلاثين الماضية .
«نشرت بتاريخ 28 / 5 / 2014»