ليس هناك أجمل ولا أروع من أن تقيم الدولة معارض للكتاب ، كي تنبه إلى أهمية أن يقرأ الناس وينالوا حظهم من الثقافة والمعرفة ، لأن ذلك هو الطريق إلى الاستنارة والتحضر وتطور الفرد والمجتمع .
من هنا ياتي ترحيبنا واحتفاؤنا بمعرض الكويت للكتاب الذي افتتحه أمس وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود ، ولفت في هذه المناسبة إلى أهمية القراءة والثقافة بقوله : «إننا في أشد الحاجة إلى تعزيز دور الثقافة في تنوير الشعوب وتوعيتها ، وذلك في مقابل ما تعرض له العالم من هجمات من الظلام الفكري البعيد عن سماحة الأديان وكل ما عرف من قيم ومعارف إنسانية «.
ولا يختلف اثنان على ما ذهب إليه الوزير الحمود ، فهذا الإرهاب الأسود الذي يتعرض له العالم ، مرجعه في جزء كبير من بلا شك إلى تلك «الظلامية» التي تغلف أدمغة بعض البشر ، وتحجب عنها نور المعرفة والفكر والثقافة ، أي نور الحقيقة ، وتدفع بها دفعا على العيش في أتون الجهل والتخلف ، بما يقود أصحابها حتما إلى الغلو والتطرف والتعصب وكراهية الآخر ، ومن ثم العنف والإرهاب .
وهذا المعرض الذي تشارك فيه 508 دور نشر من العديد من دول عربية وأجنبية ، تعرض لأكثر من عشرة آلاف عنوان جديد ، في كل مناحي الأدب والثقافة والفكر والشعر والتراث ، هو لبنة أساسية في الحرب على الظلام والجهل والتطرف .