اعتقد أننا ومن خلال الظروف الإقليمية المحيطة ، والمخاطر التي تحدق بالمنطقة ، والتي نبه إليها صاحب السمو حكيم العرب ، في بداية دور الانعقاد الثاني لمجلس الأمة ، وبعث كذلك سموه برسالة إلى النواب بهذا الأمر ، هذه المخاطر لا تتطلب إطلاقاً أن يكون التشكيل الحكومي القادم تشكيل تكنوقراط كما يسمونه ، ولمن لا يعرف ماذا تعني كلمة تكنوقراط فهم النخب المثقفة الأكثر علما وتخصصا في مجال المهام المنوطه بهم، وهم غالباً غير منتمين للأحزاب ، والتكنوقراط كلمة مشتقة من كلمتين يونانيتين التكنولوجيا وتعني المعرفة أو العلم ،وقراط وهي كلمة إغريقية معناها الحكم، وبذلك يكون معنى تكنوقراط حكم الطبقة العلمية الفنية المتخصصة المثقفة .
وكلامنا أن الحكومة التكنوقراطية لا تصلح في ظل الظروف المحيطة ، يعني أننا بحاجة إلى حكومة سياسية تدير المشهد السياسي والبرلماني ، وتكون جاهزة لمواجهة أي مخاطر أو مستجدات في المنطقة .
قد يقول قائل إن الملف الاقتصادي في البلاد يحتاج فعلاً إلى حكومة تكنوقراط لتدير المشهد الاقتصادي الذي أصبح مطلباً مهماً ويحتاج إلى جهد كبير لضبط الملفات العالقة ، والتوصل إلى حلول جذرية لبعض المشكلات العالقة ، إلا أن هذا الكلام يهدمه تماماً إذا كانت هناك حكومة إدارية بنكهة سياسية تتناغم مع مجلس الأمة ، وتستطيع التعاون معه لإيجاد حلول لتلك الملفات ستكون حكومة أنجح قادرة على العمل تحت أي ظرف .