مما لا شك فيه أن مواجهة التطرف تحتاج إلى جهود جبارة ، وتحتاج إلى تفكير دقيق ، وتوجيه فكري حثيث ، كما وأنها تحتاج إلى تكاتف مجتمعي ، يعرف فيه كل دوره ليؤديه بما يرضى الله ورسوله .
المؤتمر الذي انعقد في مكة المكرمة وضم في دورته الحادية عشرة وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي والذي جرى فيه الحديث عن الاعتدال ، ومواجهة التطرف .
هذا المؤتمر قدمت فيه الكويت ثلاثة مشاريع تشمل تعزيز الاعتدال الفكري والمنهجي ، ومواجهة التطرف ، وتأهيل أئمة المساجد ، وتعزيز دور الشباب ، وإدارة مواهبهم لبحثها والاطلاع على نماذجها وتطبيقاتها .
والكويت بهذه المشروعات تكون حقاً قد قدمت أفكاراً تخدم بالفعل مواجهة التطرف ، مراعية فيها الظروف الإقليمية الدقيقة التي تمر بها المنطقة ، وكذلك العقبات التي تمر بها أغلب الدول الإسلامية حول العالم .
كذلك فإن الكويت راعت في مشاريعها الثلاثة التدرج المنطقي الذي يتسق مع العقل والمنطق فلابد أولاً من تعزيز الوسطية والاعتدال ، ثم الانتقال إلى مواجهة التطرف.
وكذلك فإن تعزيز دور الشباب ، وإدارة مواهبهم لا يقل أهمية عن تعزيز الاعتدال ، ولا مواجهة التطرف ، فصرف طاقات الشباب إلى عمل الخير والتنمية يؤدي في النهاية إلى البعد عن تبني الأفكار الهدامة ، التي تؤدي إلى التطرف .