يعد الاختيار فناً قائما بذاته.. مثل أن تختار مديراً في العمل أو مسؤولاً لادارة جهة ما.. ولدينا في القطاع الحكومي تكاد تكون القدرات الشخصية للمدير هي آخر الشروط المطلوبة،بعد الأقدمية والشهادة ودرجات الترقي.. بينما القطاع الخاص يختار المدير أو المسؤول بناء على خبرته بالعمل وما يمكن أن يقدمه للمؤسسة التي يعمل بها ولذلك عادة ماتكون جهات القطاع الخاص أكثر نجاحاً.
هناك قصة شهيرة عن موضوع الاختيار الذي نتحدث عنه بطلها «هنري فورد» وهو من أوائل الصناعيين الأمريكيين،ومؤسس شركة «فورد لصناعة السيارات»،حيث يذكر أن فورد هذا كان عندما ينوي تعيين أحد المديرين الجدد فإنه كان يأخذه معه لتناول الغداء أولًا..فإذا أضاف المدير المرتقب الملح إلى الطعام بدون أن يتذوقه أولًا، فإنه كان يرفض تعيينه.. أما إذا تذوق الطعام ثم أضاف الملح فإنه يقبل تعيينه من حيث المبدأ..وكان فورد يبرر ذلك بأن هذا النوع من المدريرين سيقوم بتنفيذ الخطط الجديدة قبل أن يختبرها أولًا.
هذه القصة الشهيرة يجب أن تكون دليلنا لاختيار المديرين والمسؤولين في الجهات الحكومية فمن غير المعقول ولا المقبول أن تكون الأقدمية هي الأساس في تعيين الأشخاص المسؤولين عن شؤون حياتنا اليومية وتدبيرها وإدارتها.. ولابد أن تكون هناك اختبارات مناسبة لاختيار الشخص المناسب للمكان المناسب.