لازلنا في البلاد نناقش قضايا قديمة وعالقة عصت على الحل وباتت تمثل لنا أرقاً وصداعاً مزمناً حتى وصل بنا الحال للبحث عن حلول لمشاكل مر عليها عقود.
ونحن نخوض في هذا البحر المتلاطم من المشاكل نتذكر القصة الشهيرة التي تحكي عن رجل حكيم يأتي إليه الناس من كلّ مكان لاستشارته،لكنهم كانوا في كلّ مرّة يحدّثونه عن نفس المشاكل والمصاعب التي تواجههم،وهو بدوره يعطيهم الحلول المناسبة لها،فيعودوا مرة أخرى للبحث عن حل مختلف يناسب آهواءهم لنفس المشكلة.. حتى سئم منهم.
وفي يوم من الأيام، جمعهم الرجل الحكيم وقصّ عليهم نكتة طريفة، فانفجر الجميع ضاحكين.
بعد بضع دقائق، قصّ عليهم النكتة ذاتها مرّة أخرى، فابتسم عدد قليل منهم.. ثمّ ما لبث أن قصّ الطرفة مرّة ثالثة، فلم يضحك أحد.
عندها ابتسم الحكيم وقال:"لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرّة، فلماذا تستمرون بالتذمر من نفس المشاكل في كلّ مرة وأنا أعطيكم لها عشرات الحلول؟!"
نعم الحلول موجودة .. وفي متناول اليد لكن الواضح أننا أحببنا أن نعيد إنتاج مشاكلنا كون أن الحلول لاتعجبنا ولا توافق أمزجتنا ونزعاتنا الشخصية.
يجب أن ننهي كل الملفات العالقة ولا نعيد اجترار المشاكل وإعادة صناعتها لننطلق نحو البناء والتعمير والتطور والازدهار.