معركة الوعي هي العامل الحسم دائما وأبداً في أي جبهة تقودها الدولة لمواجهة الأزمات التي تعاني منها.. ولذلك غالبية الدول المتقدمة كانت تراهن على هذا النوع من المعارك في مواجهاتها التي قادتها إلى المواقع المتقدمة التي تحتلها حتى يومنا هذا.
الكويت مثل باقي دول المنطقة تواجه مشاكل متعددة ومتشعبة، لكن ثمة مشكلة يجب أن ترتقي إلى رأس سلم أولوياتنا وهي الوضع الاقتصادي في البلاد، فبينما لجأت دول المنطقة بأكملها إلى تنويع مصادر الدخل لديها حيث توجهت بعضها إلى التركيز على السياحة، وقامت أخرى بالولوج إلى عالم الصناعة، وذلفت أخرى إلى الزراعة، مازالت البلاد تركز على المصدر الوحيد وهو «النفط» وهذا بالتأكيد ينذر بخطر داهم يحتاج إلى خوض «معركة وعي» حقيقي بين صناع القرار وبالتحديد بالتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من أجل فتح آفاق المستقبل وقراءة المنطقة بشكل منطقى ومعرفة الطريق القويم نحو تنويع مصادر الدخل في البلاد والتوجه نحو بوابات مالية أخرى من شأنها النهوض باقتصاد الكويت وتحصينة من الوقوع في شرك الضعف والوقوف في منتصف الطريق.
إن «معركة الوعي» هي الإطار الأمثل لفهم الوضع الحالي للبلاد، ومنها يجب أن تنطلق الأفكار نحو صناعة المستقبل، وحتما يجب أن يكون الشعب شريك واعي بما يدور حوله للمساهمة في إطلاق عجلة الاقتصاد من خلال تحرير رؤوس الأموال والاستثمار في جميع المشاريع الناجحة ليكون جزءاً فعالاً في هذه المعركة.