بالرغم من أن جميع ماذكره النواب في جلسة مجلس الأمة أمس خلال مناقشتهم برنامج عمل الحكومة هو صحيح ومحق وصائب، إلا أن إعمال آلة النقد و"تكسير المجاديف" عمره ما وصلنا إلى مكان أو غير واقع سلبي نعيشه، بدليل ما شهدنا طوال سنوات مضت من هجوم نيابي مستمر على أداء الحكومات المتعاقبة دون أي طائل أو فائدة تذكر وهي كانت ضعيفة حقا.
الأمر لا يحتاج إلى عنتريات ولا إلى إظهار فصاحة .. الأمر يحتاج نوايا صادقة لتفعيل مبدأ التعاون بين السلطتين من خلال تدوين جميع الملاحظات النيابية وتعديل برنامج العمل الحكومي وجعله مطابقا لطموحات ممثلي الشعب الذين يتوقون إلى الانجاز، ومتناسبا في القوت ذاته مع قدرات الحكومة.
مرارا وتكرارا، ومن هذه الزاوية، بحت أصواتنا ونحن نقول أن التعاون هو سبيل التنمية والتطور .. وأن وضع العصى في دولاب الإصلاحات السياسية والاقتصادية لن يجدي، فليس الأمر في حقيقته إظهار انتصار طرف على آخر بقدر ماهو انتصار للكويت ولمواطنيها.
أخيرا .. على الحكومة أن تفهم أن موضوع إصلاح الأوضاع المعيشية للمواطنين يجب أن يحتل الصدارة في الأولويات، فليس من المعقول أن تقنع مواطنا "مطحونا" بضرائب وخصخصة وهو يئن تحت وطأة متاعب الحياة وملاحقة الالتزامت الأسرية اليومية والشهرية وتلبية احتياجات الأبناء.