لأن الاختلاف سنة الله في كونه، فمن الطبيعي أن نختلف فيما بيننا، بل إنه من غير المعقول أن يتفق جميع الناس على شيء واحد فقط، فليس مهماً أن نختلف في الرأي بقدر ما هو مهم ألا يكون هذا الاختلاف ذريعة للتشاحن والتباغض، والطعن في الذمم .
يقولون دوماً "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" وهو كذلك وصحيح، نختلف نتناقش نتحاور نصل إلى الحقيقة أو يظل كل منا متمسك برأيه لا ضرر ولا ضرار، المهم أن يبقى الود محفوظاً في القلوب، والاحترام متبادلاً بيننا .
ولعل ما نراه اليوم ونسمعه ونشاهده في مواقع التواصل الاجتماعي من سباب وشتائم من بعض الناس لبعضهم على مرأى ومسمع من كل الناس بسبب الاختلاف في الآراء يحتاج إلى وقفة توعوية كبيرة بآداب الحوار والمناقشة، والتي يزخر بها تاريخنا الإسلامي المجيد من سيرة نبوية عطرة، ومواقف للصحابة والتابعين، وإذا أردنا أمثلة عن المواقف التي تطرق فيها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى آداب الحوار فهي لاتعد ولاتحصى.
اليوم يجب أن نقتنع بأن عالم الفضاء المفتوح أصبح بحاجة ماسة إلى توعية شاملة لمن يتواجدون فيه، ويتعاملون معه، حماية لهم وحماية للآخرين منهم وحتى نعود من جديد إلى أخلاقنا الأصيلة التي ترفع نفسها عن كل ماهو صغير وحقير.