يحتفل الشعب السوري بنجاح ثورته التي استطاع من خلالها التخلص من أبشع نظام حاكم عرفه التاريخ، رغم التحديات والمعاناة التي مر بها على مدار سنوات طويلة.
إن الصبر والمثابرة التي أظهرها السوريون في سبيل الحرية والكرامة كانت محط إعجاب العالم، وهو ما يستحقون عليه كل التقدير والاحترام.
لقد دفع الشعب السوري ثمنًا باهظًا من أرواح الأبرياء، ومن دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن حلمهم في وطن أفضل.
إن نجاح هذه الثورة هو ثمرة تضحيات جيل كامل، ورغم أن الطريق كان شاقًا وصعبًا، إلا أن الأمل بالحرية والعدالة كان هو الدافع الأساسي الذي وحد الشعب السوري في مواجهة قوى الظلم والديكتاتورية.
اليوم، وبعد هذا الطريق الطويل، يستحق السوريون أن يحتفلوا بنجاحهم، لكن عليهم أن يظلوا حذرين من أي أطراف قد تحاول القفز على ثورتهم أو إفساد هذا الإنجاز الكبير.
لقد رأينا في مراحل عديدة كيف حاولت قوى داخلية وخارجية استغلال الثورة وتحويلها إلى صراع داخلي، وإلى مستنقع من الاحتراب والتقسيم.
يجب على الشعب السوري أن يتكاتف ويحرص على حماية هذا الانتصار العظيم من أي محاولات لتدميره أو تحويله إلى فوضى.
إن الثمن الذي دفعه هذا الشعب من فقدان آلاف الأرواح، لا يمكن أن يذهب سدى، ويجب أن يبقى الهدف هو بناء سوريا الحرة والديمقراطية، سوريا يعيش فيها الجميع بسلام ووئام.