في ظل التحديات الإقليمية المتسارعة التي تمر بها منطقتنا، تبرز أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية في دولة الكويت أكثر من أي وقت مضى، ومن أخطر ما يهدد هذا التماسك هو انتشار الشائعات، التي باتت تنتقل كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مسببةً حالة من البلبلة والذعر بين الناس، ومهددة لأمن البلاد واستقرارها.
الشائعات ليست مجرد أخبار كاذبة، بل أدوات قد تُستخدم لزعزعة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، ولتشويه الحقائق، وإثارة الفتن والنعرات، وقد أثبتت التجارب أن مجتمعاتنا الخليجية، ومنها الكويت، ليست بمعزل عن محاولات التأثير السلبي التي تستغل الفضاء الرقمي لبث الفوضى والتشكيك.
إن المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة تتطلب من كل فرد أن يتحلى بالوعي والمسؤولية، وألا يكون أداةً – عن قصد أو عن جهل – في نشر معلومات غير موثوقة، فالكلمة اليوم لها تأثير بالغ، وقد تكون سببًا في إشعال فتنة أو تعطيل جهود الدولة في التصدي للأخطار المحيطة.
لذلك، فإن من واجب كل مواطن ومقيم أن يتوقف عن تداول الأخبار مجهولة المصدر، وأن يعتمد فقط على الجهات الرسمية في استقاء المعلومات، مثل وزارة الداخلية أو وكالة الأنباء الكويتية.
كما أن من الضروري تعزيز الوعي الإعلامي لدى فئات المجتمع كافة، وخاصة فئة الشباب، ليكونوا في مقدمة الصفوف المدافعة عن أمن البلاد ووحدتها.
الكويت بحاجة إلى أبنائها أكثر من أي وقت مضى، لتكون صفًا واحدًا في وجه أي محنة، ولتبقى واحة أمن واستقرار وسط عالمٍ مضطرب.