هدأت الحرب بين إيران والكيان الصهيوني، بعد 12 يوماً من القتال والكر والفر، وتنفس شعباهما الصعداء، لكن أهالي غزة الذين وجدوا أنفسهم يقاتلون بيدٍ حذاء ما زالوا يقاتلون على كل الجبهات: “جبهة التجويع”، و”جبهة الإبادة”، و”جبهة العيش في العراء” بعد أن هُدمت بيوتهم فوق رؤوسهم، فاضطروا إلى العيش في الخيام، ثم العراء بعد أن قامت عصابات بني صهيون بحرقهم أحياء في الخيام أمام مرأى ومسمع العالم بأكمله.
لا بواكي لكم يا أبناء غزة الشرفاء، فالعالم كله وقف على رجل واحدة حينما هُدد الكيان الإسرائيلي بصواريخ إيران، حتى أن “شرطي العالم” نهض بكل قوته لرد الأذى عنهم وهندس لهم اتفاق وقف إطلاق النار خلال أقل من أسبوعين، بينما أنتم الذين تموتون ويموت أطفالكم في بث حي أمام شاشات التلفاز لعام ونصف العام لم تتحرك أي جهة كانت لنجدتكم.
قُتلتم، ومُنعت عنكم المساعدات، وحُرمتم من الغذاء والماء والدواء، وجراحكم لا تزال تنزف، والكل يلوذ بالصمت.
ماذا نقول لكم وبماذا نعتذر منكم؟ كل عذر أمام مصيبتكم تافه.
أمرنا وأمركم إلى الله، فاصبروا وتوكلوا عليه، وضمدوا جراحكم، وسينصركم الله قريباً ويشفي صدوركم، فالله وحده هو القادر على أن يخرجكم من هذه المصيبة وأن ينقذكم من هؤلاء المجرمين الذين لا يتحلون بأي أخلاق أو دين، فقد قتلوا الأنبياء قبلكم فهل يتورعون عن قتلكم؟
اللهم نسألك باسمك العظيم وبسلطانك القديم أن تفرج عن أهل غزة وتسلط على الكيان الصهيوني من لايخافك ولايرحمه..ولاحول ولا قوة إلا بالله.