في السنوات الأخيرة، شهدت الكويت إغلاق عدد من المواقع الترويحية والسياحية التي كانت تشكل متنفسا هاما للمواطنين والمقيمين على حد سواء، مثل المدينة الترفيهية في منطقة الدوحة، وحديقة الشعب وعدد من الشاليهات والمجمعات الشاطئية التي لم تجدد أو تعوض حتى الآن.
ورغم الوعود المتكررة بتطوير تلك المواقع أو استبدالها بمشاريع حديثة، إلا أن الواقع ما زال يفتقر إلى البدائل المناسبة.
لقد كان لهذه المواقع دور كبير في الترفيه عن العائلات والشباب، وساهمت في تعزيز السياحة الداخلية، ولكن غيابها ترك فراغاً واضحا، خصوصا في ظل محدودية الخيارات الحالية وارتفاع تكاليف السفر للخارج.
كما أن توقف العمل على مشاريع الترفيه والسياحة يؤثر سلبا على جودة الحياة، ويضعف من فرص الدولة في تنويع مصادر دخلها، خاصة في وقت تتجه فيه العديد من الدول المجاورة إلى تعزيز قطاعي الترفيه والسياحة كركيزة اقتصادية هامة.
من الضروري أن يتم اتخاذ خطوات جادة لإحياء هذا القطاع، من خلال إنشاء مدن ترفيهية وسياحية حديثة تتماشى مع تطلعات المجتمع الكويتي، وتوفر بيئة آمنة وممتعة لجميع الفئات العمرية، كما يجب إشراك القطاع الخاص وتشجيعه على الاستثمار في هذا المجال، من خلال تقديم تسهيلات وحوافز اقتصادية، إلى جانب وضع خطة استراتيجية وطنية واضحة لتطوير السياحة الداخلية.
إن النهوض بالمرافق الترفيهية لا يعد ترفا، بل هو حاجة مجتمعية واقتصادية ملحة، تسهم في تحسين مستوى المعيشة، وتوفير فرص عمل، وتعزيز الهوية الثقافية والسياحية للكويت على المدى البعيد.