لم يكتف الكيان المجرم الغاصب للأرض بحرب الـ22 شهرا، والتي يشنها على غزة، في حر إبادة يقتل فيها النساء والأطفال والعزل، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وأمام شاشات التلفزة التي تنقل جرائمه عبر الأثير أمام كل الناس في الكرة الأرضية جنوبها وشمالها شرقها وغربها.
لم يكتف هذا الكيان المجرم بهذه الحرب ويتوقف عن حرب الإبادة، بل إنه يسعى الآن لاحتلال القطاع بالكامل، ضاربا عرض الحائط بكل التحذيرات التي تناديه أن يتوقف عن حرب الإبادة، وأن يتراجع عن قراره باجتياح قطاع غزة.
في الواقع فإن قرار الكيان المجرم باجتياح قطاع غزة، والذي أقره المجلس الوزاري المصغر»الكابينت» أمس الأول الجمعة، هو قرار هدفه الأول «التهجير»، والذي ترفضه كل الدول العربية والإسلامية، وأغلب دول العالم، بل إن هذا الكيان أصبح لا يهمه جنوده الأسرى لدى حركة حماس، بقدر ما يهم نتنياهو أن يبقي لفترة أطول قراره بالحرب على غزة، لأنه يعرف أن نهاية الحرب، والوصول إلى اتفاق يعني نهايته السياسية.
الغريب في الأمر أن كل الخبراء العسكريين يحذرون من اجتياح واحتلال القطاع بمن في ذلك رئيس الأركان الإسرائيلي نفسه، لكن هذه الحكومة المتطرفة التي تقود الكيان حاليا لا تعبء بشي، خصوصا إذا تعلق الأمر بالإنسانية، بل إنها حكومة تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.