يعد الاستقرار الأسري من أهم العوامل التي تسهم في تنمية المجتمع وتحقيق الرفاهية للمواطنين، وقد بات واضحًا أن الحكومة الكويتية تولي هذا الجانب اهتماما بالغا، لا سيما في مجال الإسكان، وفي هذا الإطار، اتخذت الكويت خطوات ملموسة لتطوير مدن إسكانية حديثة تلبي احتياجات الأسر الكويتية، وتسهم في تحسين جودة حياتهم، آخرها وليس أخيرها إعلان وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الاسكان عبداللطيف المشاري أمس الأول أن مدينة «الصابرية» السكنية ستوفر 55 الف وحدة سكنية إلى جانب مناطق خدمية وتجارية وترفيهية ومرافق عامة على مساحة 80 كيلومترا مربعا خلال جولته وفريق صيني حكومي على المشروع في المنطقة الشمالية.
ومن أبرز ما يميز هذه الخطوات هو التعاون الدولي، خاصة مع جمهورية الصين الشعبية، التي تمتلك خبرات واسعة في بناء المدن الذكية والمستدامة، فقد وقعت الكويت عدة اتفاقيات مع الجانب الصيني لتخطيط وتنفيذ مشروعات إسكانية ضخمة، أبرزها في جنوب مدينة صباح الأحمد ومناطق أخرى، حيث يتم التركيز على البنية التحتية المتطورة، والتخطيط الحضري الذكي، وتوفير الخدمات المتكاملة.
إن هذه المشروعات لا تقتصر فقط على توفير المساكن، بل تهدف أيضا إلى بناء مجتمعات متكاملة تتيح للأسر فرصا لحياة كريمة، من خلال وجود المدارس، والمراكز الصحية، والمرافق الترفيهية، إضافة إلى شبكات نقل حديثة، وكل ذلك يصب في هدف أسمى، وهو تحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي للأسرة الكويتية.
الكويت، بتاريخها العريق وطموحات شعبها، تستحق أن تكون في طليعة الدول التي توفر أفضل مستويات الحياة لمواطنيها، ومع وجود رؤية حكومية واضحة، وتعاون دولي فعال، فإن مستقبل الإسكان في الكويت يبدو واعدا.