إن من يقرأ القرآن الكريم لا يصيبه العجب من تصرفات الكيان المجرم بحق الشعب الفلسطيني، بل وبحق كل من اعتدوا عليه، ويفكرون في الاعتداء عليه، فقد وصفهم القرآن الكريم قبل قرن ونصف القرن من الزمان بأوصاف تراها اليوم ثابتة لا تتغير، ولا تتبدل، بل تزداد وتتوثق.
فقد وصفهم بنقض العهود، وهذه الصفة ذكرها الله -عز وجل- في محكم آياته فقال» وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ»، وهي من الصفات الثابتة لديهم، ولا يخفى علينا جميعا في العصر الحديث كم عهدا نقضوا، وكم ميثاقا خالفوا.
ثاني صفاتهم التي ذكرها القرآن الكريم هي أكل الربا فقد قال الله تعالى عنهم «فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا . وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا».
والمقام هنا يضيق عن ذكر الصفات التي لا تعد ولا تحصى في هذا المقام، وعلينا جميعا نحن المسلمين أن نعرف هذه الصفات، وهذا يفسر لنا سر أفعالهم الإجرامية تجاه المسلمين، وتجاه البشرية في كل زمان ومكان، ويفسر لنا أيضا سر نقضهم للمعاهدات والمواثيق التي أبرموها على مر التاريخ.