في تطور خطير يعكس العقلية التوسعية للقيادة الصهيونية، أكد بنيامين نتنياهو مؤخرا، أنه يؤدي “مهمة تاريخية وروحية”، معلنا بشكل واضح تطلعه لإقامة “إسرائيل الكبرى” التي تشمل أراضي من عدة دول عربية.
لم تعد هذه الرؤية مجرد حلم صهيوني في الأدبيات القديمة، بل باتت خطابًا سياسيا رسميا يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي، في ظل صمت دولي وتواطؤ بعض القوى.
خطورة هذه التصريحات لا تكمن فقط في البعد الرمزي، بل تتجلى في سياسات واقعية تنفذ على الأرض، بدءا من التوسع الاستيطاني في الضفة، مرورا بخطط السيطرة الكاملة على غزة، وصولا إلى تهديدات مستمرة للبنان وسوريا.
“إسرائيل الكبرى” لم تعد وهماً، بل مشروعاً يجري تنفيذه تدريجياً، تحت غطاء “الأمن القومي الإسرائيلي”.
أمام هذه التهديدات، لم يعد أمام الدول العربية والإسلامية سوى التحرك الجماعي الفاعل.
إن الخلافات البينية والتطبيع الفردي لن تصنع أمنًا ولا سلامًا، بل تمنح إسرائيل فرصة للتمدد والابتلاع.
يتطلب الأمر تحالفًا استراتيجيًا عربيا-إسلاميا، يعيد مركزية القضية الفلسطينية، ويضع خطوطا حمراء لأي عدوان صهيوني جديد.
كما يجب التحرك على المستويين الإعلامي والدبلوماسي لكشف نوايا الاحتلال ومخططاته أمام العالم.
إن المشروع الصهيوني التوسعي لا يهدد فلسطين وحدها، بل يهدد سيادة الأمة كلها، والرد عليه لا يكون إلا بالوحدة، والتخلي عن المصالح الضيقة، وتبني موقف صلب وموحد في وجه الاحتلال.. فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين، والشعوب لن تنسى من خان قضاياها