
«كونا» - أجمع خبراء في استراتيجيات النفط والطاقة على أهمية تعاون دول آسيا بغية تحقيق الاستقرار في أسواق النفط والوصول الى سعر عادل يحقق مصلحة الدول المنتجة والمستهلكة.
وذكر الخبراء في لقاءات متفرقة مع «كونا» على هامش القمة الاولى لمنتدى حوار التعاون الاسيوي التي انطلقت امس ان آسيا «تكاد تكون القارة الاكبر انتاجا واستهلاكا للنفط عالميا ولديها أكبر مخزون من الثروات الطبيعية» في اشارة الى ما تتمتع به من مخزون في الوقود الاحفوري «النفط والغاز والفحم».
وقال الخبير النفطي محمد الشطي ان الحوار الآسيوي والتعاون بين دول القارة مهم جدا مشيرا الى ما تتضمنه آسيا من الاسواق الواعدة كالصين والهند واليابان وكوريا.
وأضاف الشطي ان هناك علاقات تاريخية بين الدول الاسيوية منذ مئات السنين «وبالاخص بين دول مجلس التعاون الخليجي وتلك الدول التي ارتبطت مع بعضها بعضا بعلاقات في مجالات مختلفة أهمها اقتصادي واجتماعي».
وأوضح أن ما يشجع التواصل والتقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا «وجود احتياطيات ضخمة من النفط والغاز في دول التعاون وقرب المسافة بينها ودول آسيا التي هي في الاساس دول تعتمد على دول مجلس التعاون في استهلاكها للنفط سواء المستخدم محليا ام المستخدم في الصناعات المختلفة».
وذكر ان الطلب على النفط في دول آسيا بدون دول مجلس التعاون الخليجي يقدر ب 30 مليون برميل من النفط يوميا بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية في حين يبلغ انتاج نفط دول آسيا دون دول مجلس التعاون الخليجي بحدود 9 ملايين برميل.
وبين ان دول مجلس التعاون الخليجي «لديها بالفعل استثمارات مع دول آسيا في قطاع البتروكيماويات وقطاع التكرير اضافة الى عقود نفطية طويلة الاجل» مشيرا الى ان الاستثمار في النفط بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا المستهلكة للنفط يعود الى بداية اكتشاف النفط «حيث كانت أول شحنة نفط مصدرة الى اليابان علاوة على عمل خبراء من دول آسيا في القطاع النفطي الخليجي».
وأشار الشطي الى الاهمية المشتركة والمتبادلة بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا لناحية تصريف واستهلاك النفط علاوة على التعاون المشترك بين مجمل تلك الدول حول الابحاث والتطوير في اشارة الى أن التعاون سيحقق الكثير من الاستقرار لاسواق النفط.
وأفاد بأن منتدى قمة حوار التعاون الاسيوي سيعطي الفرصة لتعزيز العلاقات والتكامل على أعلى المستويات بما يوفر الكثير من التعاون وبالتالي تحقيق الرخاء والاستقرار لشعوب القارة.
من جانبه قال الخبير النفطي أحمد حسن كرم ان استهلاك آسيا من النفط بحسب االاحصاءات يقارب 35 مليون برميل يوميا أي ما يعادل ثلث الاستهلاك العالمي مضيفا ان الصين هي الاعلى في الاستهلاك بواقع بين 8 و 9 ملايين برميل يوميا تليها اليابان والهند باستهلاك يقارب بين 3 و 4 ملايين برميل يوميا.
وأوضح كرم أن دول مجلس التعاون الخليجي تنتج بالاضافة الى ايران والعراق قرابة 22 مليون برميل يوميا «لكنها تصدر فقط 18 مليون تقريبا والمتبقي هو للاستهلاك المحلي» مشيرا الى ان قطر وايران والسعودية تدعم الدول الاسيوية بالغاز الطبيعي وتوفره لها بالعقود الآجلة لضمان استمرارية وصوله لهم وكذلك بالاسعار المدعومة ويأتي ذلك أيضا لدعم عجلة النمو الآسيوية والتعاون المشترك.
وذكر أن مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي في الكويت «يمكن ان يحقق الكثير على المستوى الاقتصادي خصوصا في القطاع النفطي «فالقارة الاسيوية تضم أغلب الدول المستهلكة للنفط وأغلب الدول المصدرة» في اشارة الى دول مجلس التعاون الخليجي وايران والعراق مبينا أن أغلب صادرات دول اسيا النفطية تتجه الى دول اسيا المستهلكة.
وعن استفادة الكويت من هذه القمة أشار الى أن البلاد مقبلة على مشروعات نفطية ضخمة في الصين وفيتنام واندونيسيا «ولاشك مثل هذه القمم من شأنه دعم تلك الاستثمارات خصوصا في مجالات مصافي التكرير ومصانع البتروكيماويات».
وأكد وجود «تعاون كبير» في القطاع النفطي بين السعودية وعدد من الدول الاسيوية منها الصين «حيث المصفاة السعودية التي بدأت العمل فعلا هناك بالاضافة الى احتفاظ السعودية بمخزون استراتيجي كبير في اليابان» مبينا ان الكويت لديها دراسات حول التعاون مع كوريا للاحتفاظ بمخزون استراتيجي هناك.
وشدد كرم على أن التعاون الاسيوي سيحقق استقرارا في أسواق النفط وسيخلق نوعا من التوازن في الاسعار وايجاد أسواق راسخة وثابتة للنفط الخليجي وباسعار مناسبة وعادلة للمستهلكين في آسيا.
من جهته اكد عضو المجلس الاعلى للبترول محمد الهاجري ان التعاون أصبح ضرورة ملحة بين دول اسيا في شتى المجالات وبالاخص في القطاع النفطي في ظل الازمات المالية المتعاقبة والمهددة لاسواق كبيرة كالسوق الاوروبي.
وقال الهاجري ان دول آسيا هي المستورد الاكبر للنفط الكويتي موضحا وجوب التعاون والاستثمار في المشاريع النفطية والتي بدأت تأخذ خطوات فعلية وفي طريقها الى التنفيذ وتحتاج قرارات سيادية وخصوصا في مشاريع التكرير والمنتجات البترولية.
وشدد على ان قارة آسيا هي الاكبر حجما والاكثر في عدد السكان عالميا وتتمتع دول القارة بمعدل نمو هو الاكبر في العالم وتستطيع أن تتقدم بشكل أكبر اذا ما تم التعاون مع بقية دول القارة.
وأشار الى أن الصين والهند وكوريا واليابان تحتاج الى التعاون والتكامل اذا ما أرادت تحقيق نقلات نوعية في اقتصاداتها.