
تعرض امس سوق الكويت الى موجة هبوط عنيفة من «النزيف الحاد» في اسعار العديد من الشركات بسبب تداعيات ما شهدته ساحة الارادة ليلة أول من امس من اضطرابات ومواجهات مع افراد القوات الخاصة على خلفية «الخطاب العالي».
فمنذ بداية افتتاح الجلسة امس انزلقت المؤشرات الرئيسية الى أدنى حد متأثرة بهبوط حاد لعدد واسع من الاسهم بغض النظر عن وضعها المالي والاستراتيجي، اذ ان «الاضطراب» القى بظلاله على السوق، وهذا ما كان يخشاه المتداولون منذ جلسة بداية الأسبوع، حيث تسارعت وتيرة البيع وبصورة عشوائية ما شكل ضغطاً على «الأسعار».
جلسة سياسية
وأكد المراقبون ان جلسة سوق الكويت امس كانت جلسة سياسية «وردة فعل طبيعية» لما حصل من ارتفاع حاد في نبرة الخطاب، فالسوق يتفاعل مع الاحداث السياسية بالسلب او بالايجاب، خاصة في ظل عدم ظهور قرارات اقتصادية حاسمة للوضع الاقتصادي حتى الآن، ما دفع المضاربين الى استغلال الظرف الطارئ إلى استغلال «حالة الهلع» والقيام باقتناص الفرص وشراء أسهم محددة كانت معروضة بالحدود الدنيا، إلا ان السوق - وبفعل الشراء - في الربع ساعة الاخيرة قلّص خسائره من 85 نقطة الى 51.8 نقطة هبوطاً.
واضاف المراقبون ان هذه الضغوطات السياسية ليست من مصلحة السوق، متسائلين، لمصلحة من هذا العبث بالسوق عن طريق التصعيد السياسي وتعطيل عجلة التنمية واشغال السلطة بقضايا تكون لها انعكاسات سلبية على الوضع الاقصتادي وعلى شريان الاقتصاد.
ومضى المراقبون ان بعض المتداولين لم ينجرفوا وراء عمليات البيع ما انعكس على حجم السيولة التي وصلت الى «24.1 مليون دينار» وهذا دليل على ان عمليات البيع في اطارها الطبيعي ولم تكن عنيفة.
وشهدت الشركات التشغيلية والكبيرة عمليات بيع منذ بداية جلسة أمس ما ادى الى هبوط المؤشر الوزني ومؤشر كويت 15 والمؤشر السعري في حين تسارعت وتيرة الضغوطات البيعية.
وقال المراقبون: ان المشهد السياسي ظل المسيطر وفرض نفسه على قاعة التداول، فيما يرى آخرون ان السوق يستعد لانفراج الازمة السياسية، إذ ان كبار المضاربين استغلوا فرصة الهبوط الحاد.
وأوضح المراقبون ان الاجواء السياسية العامة ظلت مسيطرة على قاعة التداول ما دفع السوق الى الانزلاق، فيما شهدت غالبية المجاميع عمليات بيع اذ كانت عملية الضغط على هذه الاسهم واضحة.
وقال المراقبون: ان سوق الكويت يشهد حالياً موجة مخيفة بسبب الاحداث السياسية الطارئة.
وشدد المراقبون على ان السيولة مازالت مطمئنة وفي حال ظهور بوادر ايجابية فانها ستقفز قفزات قياسية كما حصل في جلسة نهاية الاسبوع الماضي بتجاوزها حاجز الـ45 مليون دينار، لكن في جلسة امس كانت القيمة أقل من المعتاد.