
عبر امس سوق الكويت عن حزنه الشديد على «المشهد السياسي» المتمثل بـ«مسيرة العبث» وتراجع ليواصل رحلة الهبوط التي انطلقت منذ جلسة يوم الأحد الماضي بعد الاعلان عن موعد المسيرة ليلاً، وواصلت التراجعات بعيداً عن المعايير الفنية والأسس الاقتصادية.
فالمشهد السياسي هو المسيطر وهو المتحكم بآلية التداول ما ادى الى الحاق الاذى بالمتداولين الذين تكبدوا خسائر فادحة لا تقل خسارة عن الوطن.
حكمة
ولعل الالتفاف على القيادة السياسية وصدور بيانات من الاسرة الحاكمة ووجهاء القبائل خلق نوعاً من الاستقرار السياسي لمواجهة نهج التصعيد الذي خلق أزمة جديدة في الكويت وفي البورصة التي تتفاعل سلباً مع الأحداث المؤسفة.
وأكد المراقبون ان الجميع متفائل بحكمة سمو الأمير في الحفاظ على الاستقرار السياسي وتعزيزه، وهذا ما خلق في السوق ارتياحاً في جلسة أمس التي جاءت افضل بكثير من جلسة أول من أمس عندما هوى السوق الى 180 نقطة هبوطاً.
ومضى المراقبون: من الواضح ان السوق يعاني من عدم الاستقرار، حيث حاولت بعض المحافظ رفع اسعار بعض الأسهم ما ادى الى ارتفاع السوق ومن ثم قامت بعمليات بيع على أسهمها، بعدها حصلت موجة تراجعات حادة.
واضاف المراقبون: ان وضع السوق امس افضل من اول امس بعد ان حصلت عمليات بيع على الشركات القيادية، مشيرين الى ان الحديث عن قرارات اقتصادية حاسمة خلال الأيام المقبلة بدأ يعود الى قاعة التداول.
دفاع
وشدد المراقبون على ان الوضع السياسي القى بظلاله على حركة التداولات، الا ان بعض المجاميع قامت بعمليات دفاع عن الشركات التابعة لها ما ادى الى استقرار اسعارها، اذ انه مازال الخوف هو السائد خشية من التراجعات القادمة.
وزاد المراقبون ان «صدمة الانهيار» في سوق الكويت خلال جلسة أول من أمس لاتزال هي السائدة ما خلق حالة من الهلع.
وكان سوق الكويت انهار في اولى جلسات الاسبوع الجاري ليسجل ادنى معدل هبوط بـ180 نقطة بعد ان تجاوز المؤشر السعري أكثر من 200 نقطة، إذ خضع للمحرضين الذين اختطفوه من خلال ارتفاع سقف الخطاب السياسي، وهذا ما ظهر في جلسة أمس أيضاً حيث ظل السوق ينزف الكثير من النقاط، فيما تراجعت العديد من الشركات.
ووصف المراقبون ما حصل في جلستي أمس وأول من أمس أنه يوم حزين، تكبد خلاله المستثمرون خسائر فادحة نتيجة الهبوط المتواصل.
وأكد المراقبون: ان السوق حالياً تحت تأثير المشهد السياسي وليس تحت المشهد الاقتصادي الذي ظهرت بوادره الايجابية مؤخراً ولا يوجد ما يدعو الى القلق، لكن الأحداث السياسية المتسارعة كان لها دور سلبي على نفسيات المتداولين، ما ادى الى الانزلاقة.
واضاف المراقبون: ان حالة العبث - ان استمرت - فإنها تؤثر على جميع مناحي الحياة الاقتصادية، اضافة الى السياسية وهذا ما يرفضه الجميع دون استثناء.
وأطلق المراقبون دعوات عاجلة الى اصحاب القرار لانتشال السوق من الوضع المأساوي حتى لا تتزعزع الثقة بهذا الشريان الحيوي.
ودعا المراقبون إلى أن تسود الحكمة بدلاً من لغة التصعيد ونهج التخريب، وذلك للحفاظ على الاقتصاد الوطني.
وكان سوق الكويت دفع الفاتورة على مدى خمسة أيام متتالية بعد ان لاحت في الأفق بوادر صعود للسوق، خاصة انه كسر حاجز الـ 6 آلاف نقطة ليواصل رحلة الصعود، لكن ما حصل من تطورات سياسية عطلت مسيرته ما أدى إلى تدني السيولة وتراجع أسعار العديد من الشركات، في حين ان المحفظة الوطنية بحاجة إلى تفعيل دورها في عمليات شراء واسعة تشمل جميع الشركات في السوق.
واكد المراقبون ان الحركة في سوق الكويت طوال الاسبوع الماضي كانت حذرة للغاية، وهذا ما عكستها السيولة المتواضعة بعد ان كانت تجاوزت الأسابيع الماضية حاجز الـ45 مليون دينار على وقع الرغبة بتنشيط الوضع الاقتصادي وعلى وقع ترقب صدور قرارات اقتصادية مهمة، لكن المشهد الأخير كان صعباً.
وكان سوق الكويت تعرض الى موجة هبوط عنيفة من «النزيف الحاد» في اسعار العديد من الشركات بسبب تداعيات ما شهدته الساحة المحلية من اضطرابات ومواجهات مع رجال الأمن.
وأغلق مؤشر «كويت 15» على تراجع قدره 8.83 نقطة في نهاية تداولات امس ليبلغ مستوى 972.32 نقطة.
وأغلق المؤشر السعري على تراجع قدره 12.86 نقطة ليبلغ مستوى 5716.52 نقطة كما أغلق المؤشر الوزني على تراجع قدره 2.02 نقطة عند مستوى 404.82 نقطة.
وبلغت كمية الاسهم المتداولة عند الاغلاق نحو 345.1 مليون سهم بقيمة بلغت حوالي 26.4 مليون دينار وذلك عبر 6085 صفقة نقدية.
وحقق سهم «قرين قابضة» أعلى مستوى بين الاسهم الرابحة مرتفعا بنسبة 13.51 في المئة ثم سجل سهما «سنام» و«سيتي جروب» ارتفاعا نسبته 10 في المئة لكل منهما.
وسجل سهم «العقارية» أكبر تراجع بين الاسهم الخاسرة متراجعا بنسبة 13.64 في المئة تلاه سهم «عيادة.ك» متراجعا بنسبة 8.2 في المئة ثم سهم «البيت» بنسبة تراجع بلغت نحو 7.46 في المئة.
واستحوذت خمس شركات هي «تمويل خليج» و«ميادين» و«الخليجي» و«ابيار» و«صكوك» على 44.7 في المئة من اجمالي كمية الاسهم المتداولة بمجموع بلغ نحو 154.5 مليون سهم.