
«كونا»: ذكر تقرير اقتصادي متخصص أمس ان تعاملات سوق الكويت للأوراق المالية «البورصة» جاءت خلال الأسبوع الماضي متماسكة الى حد كبير باستثناء الهبوط الحاد الذي صاحب تداولات الاحد الماضي.
وقال تقرير شركة «الاولى» للاستثمار ان البورصة كانت سجلت أكبر مكاسبها في يوم واحد في ثمانية أشهر الاثنين الماضي منتعشة من أدنى مستوى في ثمانية أعوام على عكس التوقعات التي كانت تميل الى مواصلة البيع والتصريف من قبل الأفراد والمحافظ والصناديق تماشيا مع الأجواء السياسية المشحونة قبل المسيرة التي كانت مقررة الاحد الماضي.
واضاف انه رغم الشعور بأن الصورة السياسية المحلية لا تتحسن والاوضاع الائتمانية مازالت غير نشيطة الا ان نسب السيولة شهدت مع نهاية جلسات الأسبوع ارتفاعا ملحوظا بعد ان أطفأت تداولات الاسبوع الماضي خسائر المؤشرات العامة التي تكبدتها الاسبوع قبل الماضي والتي عادت بالسوق الى مستويات أغسطس 2004 بعد ان اغلق المؤشر العام على ارتفاع بـ40 نقطة.
واشار التقرير الى ان مخالفة الاحتجاجات السياسية للتوقعات بأنها جاءت اقل عنفا مما كان يخشى منه اسهمت في طمأنة المستثمرين الافراد وشجعتهم على ضخ أموال مجددا في السوق.
واوضح أن معنويات الاوساط المالية لا تزال متأثرة بمجريات الامور السياسية لكن بدا واضحا في تداولات الاسبوع الماضي انها تعكس استجابة واضحة للقوة الشرائية التي تشهدها الأسهم التشغيلية التي اصبحت وجهة المحافظ ذات التحركات الاستراتيجية خصوصا في ظل التخوف من البيانات المالية للشركات المضاربية التي قد تعاني اشكاليات حادة على المدى المنظور.
واشار التقرير الى ان عمليات الشراء تركزت تقريبا على الأسهم التشغيلية وتلك المرتبطة بالطلب المحلي التي تمثل الوجهة الاكثر قربا الى مديري المحافظ والصناديق الاستثمارية بالاضافة الى صغار المستثمرين فيما استمرت تحركات المضاربين على الأسهم المضاربية الصغيرة والمتوسطة التي يمكن من خلالها جني ارباح من وقت الى آخر مع أي موجة نشطة تشهدها التداولات.
ولفت الى ان القوة الشرائية توجهت نحو السلع القيادية الى جانب الأسهم التي أظهرت اداء جيدا للغاية في ظل موجة التذبذب التي عاشها السوق على مدار الفترة الماضية.
وقال التقرير «لقد كان لخروج السيولة المضاربية تأثير خلال الجلسات الاخيرة حيث يتخوف مستثمرو الاموال الساخنة من الاندفاع في الوقت الحالي بكامل قوتهم وهم يكتفون بالتحركات اليومية السريعة الى حين عودة الاستقرار بشكل كامل».
وبين ان وتيرة التداول خلال الاسبوع الماضي أظهرت ان هناك سيولة كبيرة في السوق لكن مديريها يفضلون النأي بها انتظارا لتنامي العوامل الفنية والاساسية لا سيما في ظل غياب الثقة التي باتت العامل الاهم في الوقت الحالي لعودة التعاملات الى سابق عهدها. وتوقع ان تكون التداولات خلال الأسبوع المقبل أكثر استقرارا لاسيما بعد الانتهاء من اعلانات الشركات عن بياناتها المالية للربع الثالث الى جانب ظهور مؤشرات سياسية إيجابية أيضا.