بودابست - «كونا»: أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة الكويتية علي ثنيان الغانم امس اهمية المنتدى الاقتصادي العربي الهنغاري في استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة بما يساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
واكد الغانم في تصريح خاص لـ«كونا» اهمية الحضور العربي الهنغاري المتميز في فعاليات هذا المنتدى معتبرا ان ذلك من شانه ان يساهم في تدشين حقبة جديدة من التعاون الاقتصادي بين الجانبين. واوضح ان العلاقات الاقتصادية بين العالم العربي وهنغاريا تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنين الماضية الى درجة انها باتت شبه معدومة بعدما كانت متميزة في وقت مضى.
وذكر ان مناقشات المنتدى تتناول افاق العلاقات الاقتصادية بين هنغاريا والعالم العربي بشكل عام والتعاون بين الجانبين في مجالات الصناعات الخضراء والطاقة المتجددة والسياحة والزراعة والصناعات الغذائية.
وردا على سؤال حول الدوافع التي اعطت دفعة كبيرة وزخما شديدا لعقد هذا المنتدى الاقتصادي الاول من نوعه بين الجانبين اشار الغانم الى اعلان رئيس الوزراء الهنغاري مرارا انه يوجه اهتماماته الاقتصادية اليوم شرقا نحو الدول العربية كما اكد منذ استلامه الحكم قبل عامين ان مسألة الدفع بالعلاقات بين هنغاريا والعالم العربي تحتل مكانة بارزة في سياسته الخارجية.
وحول العلاقات الكويتية الهنغارية وصف الغانم هذه العلاقات بانها «متميزة جدا» وتقوم على الاحترام المتبادل والحرص الدائم على تفعيل الحوار الجاد بين البلدين الحريصين على تعزيز وتوطيد هذه العلاقات ورفع مستوى التعاون بينهما في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية منها. وذكر ان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود الى سبعينات القرن الماضي عندما افتحت هنغاريا اول سفارة لها في الكويت.
واشار الى ان العلاقات المتميزة بين البلدين طيلة الفترة الماضية تجسد بشكل قوي من خلال قرار دولة الكويت افتتاح اول سفارة كويتية مقيمة لدى هنغاريا في عام 2007 حيث اشرف انذاك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح بنفسه على افتتاح هذه السفارة.
واعرب عن اسفه لتراجع العلاقات بين البلدين حيث انسحبت العديد من الشركات الهنغارية من الكويت معللا هذا التراجع بالمنافسة الشديدة التي حصلت بين هنغاريا ودول اسيوية.
وأشار الى ان هذا المنتدى وما تخلله من مباحثات مع رئيس الوزراء الهنغاري وكبار المسؤولين في الدولة يهدف الى التوصل الى نتائج ايجابية خصوصا وان الكويت لديها قناعة ان هنغاريا اليوم اصبحت من الدول المهمة في وسط اوروبا وتملك تاريخ حضاري واقتصادي وبالامكان ان تستفيد الكويت منها.
واشار الى ان هنغاريا التي يصل تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة تبدي حرصا كبيرا جدا على تعزيز علاقاتها مع الدول العربية لافتا الى قيام مسؤولين هنغار كبار بزيارة الكويت مؤخرا لشرح واقع ومستقبل الاستثمار في بلادهم.
واكد اهمية ان يفهم الجانب الهنغاري طبيعة الفرص الاستثمارية الهائلة الموجودة في الكويت كما عليه ان يدرك ان القطاع الخاص الكويتي يعتبر من اكبر القطاعات المستثمرة في العالم العربي حيث تعتبر الكويت من الدول العربية الاولى التي تستثمر في اوروبا والثانية في مصر والاولى في الاردن والمغرب وتونس.
واوضح الغانم ان المشكلة الاساسية ان الجانب الهنغاري غير ملم بالشكل اللازم بالفرص الاستثمارية المتوفرة في الكويت مشيرا الى ان الكويت وضعت خطة تنموية طموحة بقيمة اجمالية تصل الى 150 مليار دولار وان الجانب المجري لم يدرس بشكل جيد هذه الخطة وبالتالي لم يتمكن الهنغاريون من تسويق منتوجهم داخل السوق الكويتية.
ورأى ان الفرص الاستثمارية الهائلة في هنغاريا «لم تسوق بشكل جيد في الكويت وليس لنا اي علم عن الاسباب ولاتعلم عنها دولة الكويت اي شيء» داعيا الحكومة الهنغارية الى تطوير هذه المجالات والتعريف بها حتى نستطيع التسويق لها داخل البلاد ومع رجال الاعمال الكويتيين.
وقال الغانم ان رؤساء الغرف والتجارة العربية بينها الكويت عقدوا سلسلة لقاءات على هامش اعمال المنتدى مع كل من رئيس الوزراء الهنغاري ووزير الاقتصاد اضافة الى رجال الاعمال الهنغاريين مشيرا الى انه لن يتم التوقيع على اتفاقيات ثنائية بين الجانبين خلال اعمال هذا المنتدى.
وتشارك دولة الكويت بوفد يرأسه الغانم ويضم في عضويته كلا من حسين علي الخرافي وماجد جمال الدين اضافة الى اسامة محمد النصف.