
يعود سوق الكويت اليوم بعد اجازة ثلاثة أيام بدأت مند يوم الخميس الماضي، وعينه على المشهد السياسي الجديد، حيث يترقب التطورات ليتعامل معها بالسلب أو بالإيجاب.
ورغم ان سوق الكويت اغلق في نهاية الاسبوع الماضي يوم الأربعاء على انخفاض إلا ان حالة التفاؤل ظلت سائدة، لكن قد تتغير الحالة في هذا الأسبوع الذي من المتوقع ان يشهد تطورات جديدة.
واكد المراقبون ان الحراك الجديد سينعكس سلباً على أداء سوق الكويت، وعلى حركة التداولات اليومية، بعد ان تمكن السوق من تجاوز آثار وتداعيات الحراك السياسي.
وحقق سوق الكويت خلال هذا الاسبوع أفضل أداء مقارنة مع الاسبوع الماضي، اذ جاءت حركة التداولات نشطة وتحركت معها عمليات الشراء لترفع العديد من الاسهم وبالتالي ارتفاع قيمة السيولة الى حاجز ما فوق الـ 30 مليون دينار.
وانتهت رابع جلسات الاسبوع والجلسة العاشرة في شهر نوفمبر الجاري لتشهد تباينا في اداء المؤشرات لليوم الثالث على التوالي، حيث انهى المؤشر السعري التعامالت على تراجع نسبته 0.26 في المئة بإقفاله عند مستوى 5800.5 نقطة خاسرا 15.3 نقطة، مسجلا بذلك أول تراجع له بعد ارتفاعه في الخمس جلسات السابقة.
على الجانب الاخر انهى المؤشر الوزني جلسة الخميس على تراجع طفيف نسبته 0.02 في المئة بعد اقفاله عند مستوى 409.5 نقاط خاسرا 0.08 نقطة فقط، فيما ارتفع مؤشر «كويت 15» في نهاية التعاملات بعد تراجعه في الجلستين السابقتين، محققا نموا نسبته 0.31 في المئة بإقفاله عند مستوى 996.68 نقطة بمكاسب تجاوزت الثلاث نقاط.
وكان محللون توقعوا أن تحدث عمليات جني أرباح خلال جلسة الخميس بالبورصة، خاصة بعد الارتفاع القوي الذي حدث يوم الاربعاء الماضي، وهو ما حدث بالفعل، إلا أن تأثير عمليات الجني طال فقط مؤشري السوق السعري والوزني، فيما نجح «كويت 15» في الارتفاع بنهاية التعاملات.
وبلغ حجم تداولات البورصة في نهاية تعاملات نهاية الاسبوع 455.87 مليون سهم تقريباً مقابل نحو 469.69 مليون سهم في الجلسة السابقة، بتراجع اقتربت نسبته من 3 في المئة.
وبلغت قيمة تداولات البورصة نحو 30.12 مليون دينار مقابل 35.01 مليون دينار تقريباً في الجلسة الماضية، بتراجع بحوالي 14 في المئة.
أما صفقات الجلسة، فبلغ عددها عند الإغلاق 6143 صفقة مقابل 6390 صفقة في الجلسة السابقة، بتراجع تُقدر نسبته بحوالي 3.9 في المئة.
وتصدر سهم «ميادين» قائمة أنشط التداولات على مستوى الكميات، حيث بلغت حجم تداولاته في نهاية التعاملات 107.7 ملايين سهم تقريباً جاءت بتنفيذ 485 صفقة حققت قيمة تداول بنحو 1.73 مليون دينار، مع تراجع كبير للسهم نسبته 13.89 في المئة، علماً بأن السهم شهد اليوم أنشط تداولات له على الإطلاق في السوق الكويتي.
على الجانب الآخر، تصدر سهم «منشآت» قائمة أنشط قيم التداول بالبورصة الكويتية في نهاية جلسة الخميس، حيث بلغت قيمة تداولاته 3.03 ملايين دينار تقريباً تحققت بتنفيذ 601 صفقة على نحو 50.1 مليون سهم، مع تراجع للسهم بنسبة 1.69 في المئة.
ونجح سهم «النوادى « في تصدر قائمة أعلى ارتفاعات مُسجلاً نمواً نسبته 12.73 في المئة بإقفاله عند مستوى 124 فلس رابحاً 14 فلساً كاملة، فيما احتل سهم «التقدم» قائمة أعلى التراجعات بانخفاض كبير بلغت نسبته في نهاية التعاملات 25 في المئة بإقفاله عند مستوى 450 فلساً خاسراً 150 فلساً كاملة.
وبالنسبة لقطاعات السوق، فقد غلب عليها اللون الأحمر، حيث تراجعت مؤشرات عشر قطاعات يتصدرها قطاع «الرعاية الصحية» بانخفاض كبير اقتربت نسبته من 9 في المئة، فيما ارتفعت مؤشرات قطاعين فقط، وهما «النفط والغاز» و»الخدمات الاستهلاكية» بنمو نسبته 0.92 في المئة و 0.44 في المئة على الترتيب، بينما استقرت مؤشرات القطاعين المتبقيين عند نفس مستويات إقفالاتهما السابقة.
وكان سوق الكويت حقق منتصف الاسبوع تقدما ملحوظا، بعدما تحسن «الوضع السياسي» بتحرك الحكومة في الاتجاه الصحيح وظهور بوادر ايجابية تمثلت بقرارات شعبية كان لها التأثير الواضح على حركة التداول، اذ خلقت حالة جديدة في مشهد البورصة.
وتوقع المراقبون ان يواصل السوق ارتفاعاته «إذا صدرت قرارات اقتصادية تسهم في انعاش الوضع الاقتصادي» مؤكدين ان جلسة نهاية الاسبوع كانت معتدلة رغم الانخفاض. وقال المراقبون ان بعض المجاميع الاستثمارية نشطت بشكل واضح، اضافة الى الحركة الايجابية لعدد من الشركات الصغيرة التي تشهد عمليات شراء واسعة، فيما تراجع عدد من الشركات التشغيلية، في حين حافظت بعض البنوك على الاستقرار في اسعارها.
وتحركت شركات واعدة باتجاه الصعود بعدما اعلنت عن نتائجها المالية عن فترة الربع الثالث، اذ كانت جيدة، فيما شهدت شركات اخرى عمليات جني ارباح.
وظل المؤشر السعري يتقدم بدعم من الشركات النشطة ارتفاعا معقولاً. وواصل سوق الكويت الحركة النشطة وسط حالة من التفاؤل سادت إثر التطمينات بأن الوضع سيكون أفضل، وارتفعت بشكل قياسي، وهذا مؤشر جيد بأن القادم من الأيام سيكون أفضل.
وتابع المراقبون: وعززت مكاسب السوق خلال الأيام الماضية، عمليات الشراء التي شهدتها العديد من الشركات، إذ كانت قوية وحرّكت الرغبة الشرائية التي طالت شركات أخرى. وأكد المراقبون ان عجلة النشاط بدأت تدور وان التوجه بدأ نحو المجاميع الاستثمارية النشطة وبعض الشركات القيادية والواعدة، وهذا أمر لاقى أصداء مريحة بين أوساط المتداولين، مؤكدين ان المضاربين يتنقلون من شركات الى أخرى، اذ ان الاجواء السياسية الهادئة تدفع المضاربين إلى التحرك لتحقيق أرباح سريعة.
وقال المراقبون ان المضاربات كانت باتجاه الشركات الرخيصة ما ادى الى ارتفاع العديد منها، في حين ان بعض المجاميع الاستثمارية ابتعدت عن التداولات الكبيرة كإجراء تكتيكي، الا ان اجواء التفاؤل عادت الى السوق بشكل عام.
واستطرد المراقبون ان السيولة مطمئنة، اذ تتراوح بين 30 و35 مليون دينار، ومن المتوقع ان تواصل الارتفاع في حالة ظهور بوادر لمحفزات اقتصادية جديدة.