اقتصاد

 كشف تقرير إرنست ويونغ حول أنشطة الاكتتابات في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا للربع الرابع من عام 2012 أن عائدات أسواق المال الإقليمية بلغت حوالي 2 مليار دولار أمريكي خلال عام 2012 وذلك بارتفاع نسبته 134في المئة عن 843.9 مليون دولار سجلتها في عام 2011.
وبحسب التقرير يختتم العام تداولاته بتحقيق شركات المنطقة عائدات إجمالية بلغت 339.8 مليون دولار من خلال ثلاثة اكتتابات في الربع الرابع من هذا العام، مسجلة ارتفاع كبير عن الفترة نفسها من العام الماضي «226.1 مليون دولار» وكذلك عن الربع الثالث من العام الحالي الذي وصلت خلاله عائدات الاكتتابات في المنطقة إلى 252.3 مليون دولار.
وفي هذا السياق، قال فل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «كان هذا العام حافلاً بالتطورات بالنسبة للمنطقة، حيث عاد بنتائج مختلفة على أسواق المال. مقارنة مع العامين الماضيين  لقد لاحظنا ارتفاعاً مستقراً يشير على الأغلب إلى أن الأسواق تسير ببطء نحو تحقيق نتائج أفضل. وإلى حد كبير، ستتأثر التوقعات لعام 2013 بانطباعات المستثمرين، في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة. ونتوقع بأن كلا من السعودية والامارات ستحتفظ بمكانتها بين دول المنطقة كوجهة يركز عليها المستثمرون في عام 2013.»
ثلاثة اكتتابات
تصدرت شركة «دلة للخدمات الصحية القابضة» قيمة صفقات التداولات بصفقة قيمتها 143 مليون دولار في «السوق المالية السعودية» «تداول» في شهر نوفمبر الفائت، ليحل بعدها في المرتبة الثانية «بنك عزّ الإسلامي» بصفقة قيمتها 106 ملايين دولار في «سوق مسقط للأوراق المالية» بسلطنة عُمان في شهر سبتمبر. أما الاكتتاب الثالث في الربع الرابع، فكان من نصيب شركة «أميرة للأغذية الطبيعية» التي أنجزت اكتتاباً بقيمة 90 مليون دولار في بورصة نيويورك خلال شهر أكتوبر.
أداء سوق الاكتتابات
تصدرت المملكة العربية السعودية قائمة دول المنطقة في عام 2011، بعائدات بلغت 1.4 مليار دولار من الاكتتابات خلال عام 2012 بأكمله، تلتها دولة الإمارات بتسجيل 227 مليون دولار وسلطنة عُمان مع 264.4 مليون دولار. وكان المغرب وتونس هما البلدان الوحيدان من خارج مجموعة الدول آنفة الذكر اللذان شهدا أنشطة اكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2012.
وأضاف فل غاندير: «على مدار عام 2012 شهدت أسواق المال خمسة اكتتابات في قطاع المواد، تلتها ثلاثة اكتتابات في كل من القطاع المالي وقطاع المنتجات الاستهلاكية، واثنان في قطاع الرعاية الصحية وواحد في قطاع الأغذية المعلبة».
وحققت الأسواق الأمريكية خلال الربع الرابع من عام 2012، عائدات قدرها 7.3 مليار دولار من 29 اكتتاباً، لتقلص بذلك الفرق بينها وبين الأسواق الآسيوية التي سجلت 8.8 مليار دولار من 59 اكتتاباً. وشهدت البورصات الأوروبية عودة النشاط إليها حيث بلغت قيمة الصفقات 7.0 مليارات دولار بواقع 20 اكتتاباً. وعلى المستوى العالمي، ما زالت صورة الربع الرابع مقارنة بالعام الماضي، تبدو غير مشرقة إلى حد ما، إذ سجّل عدد الصفقات انحداراً بنسبة 46في المئة من 255 صفقة خلال الفترة نفسها من عام 2011 ليصل إلى 136 صفقة في الربع الرابع 2012، ومن حيث العائدات المحققة، فقد انخفضت فقط بنسبة 6في المئة من 29.1 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي إلى 27.3 مليار دولار خلال الربع الجاري.
وبهذا الصدد، قالت ماريا بينيلي، نائب رئيس مجلس الإدارة العالمي لشؤون أسواق النمو الاستراتيجي في إرنست ويونغ: «لا شك في أن الضعف الاقتصادي وظروف أسواق الأسهم المتقلبة ومستويات الأداء الضعيفة التي سجلتها بعض صفقات الاكتتاب، تركت أثراً ملحوظاً على ثقة المستثمرين. وكما هو متوقع، فقد سجلت آسيا نشاطاً اكتتاب أضعف نظراً لتناقص عدد المشاريع الحكومية التي تدخل السوق. وتظهر الأرقام المسجلة في الربع الرابع أن سوق الاكتتابات الأمريكية عادت إلى نشاطها من حيث عدد الصفقات والشركات الناجحة التي تسجل أداءً قوياً. وبدورها، شهدت أوروبا نشاطاً متزايداً بشكل ملحوظ خلال الربع الرابع مقارنة مع بقية العام».
بورصات الأسهم
حققت «بورصة نيويورك» و»بورصة ناسداك» 44.9 مليار دولار في 128 صفقة، وهيمنت الأولى على 19في المئة من العائدات العالمية في عام 2012، لتتقدم للعام الثاني على التوالي على بورصات الأسهم في شينزن وهونغ كونغ وشنغهاي، التي حققت «11.1 مليار دولار من 129 صفقة، و9.8 مليار دولار من 44 صفقة، و5.3 مليار دولار من 25 صفقة على التوالي».
وقد أنجزت البورصات الآسيوية 373 صفقة فقط حققت من خلالها 47 مليار دولار، لتتراجع في أدائها مقارنة مع عام 2011 الذي شهد 610 اكتتاباً بعائدات بلغت 88 مليار دولار. وتتضمن قائمة بورصات الأسهم النشطة الأخرى كلاً من: بورصة ماليزيا التي حققت 7.6 مليارات دولار من خلال ثلاث من أفضل 20 صفقة للعام، وبورصة هونغ كونغ «9.8 مليار دولار من 44 صفقة» وبورصتي شنغهاي وشينزن، اللتين حققتا معاً 16.4 مليار دولار من 154 صفقة.
وأضافت بينيلي: «نتوقع أن يحقق سوق الاكتتابات العالمي نتائج أفضل في عام 2013 ، حيث سيقود الاقتصاد الأمريكي متزايد القوة مسيرة التعافي، تليه أوروبا وآسيا التي ستكون أكثر نشاطاً في النصف الثاني من العام. ويبشر الانخفاض في مستوى تقلبات أسواق الأسهم، والنشاط الواثق من البنوك المركزية، والتوقعات الاقتصادية الإيجابية، بأن عام 2013 سيشكل الفترة المثالية للشركات العازمة على طرح أسهمها.
واختتمت بينيلي بقولها: «سجّلت بورصات الأسهم في الولايات المتحدة وتورونتو ولندن وفرانكفورت وموسكو زيادة ملحوظة في نشاطها خلال الربع الرابع، في إشارة إلى أن دلالات الاستقرار في أسواق الأسهم والسياسات الداعمة من البنك المركزي بدأت تفعل فعلها. ونعتقد أن السوق قد يشهد اكتتابات أصغر حجماً في البداية لحين تنامي الثقة فيه ولدى المستثمرين. وفي ضوء توقف تصنيف سوق الاكتتابات العالمية بحسب مبيعات نظام تنفيذ الطلبيات الصغيرة، فإن أي اقتصاد يوفر الدعم الأكبر للشركات التجارية والمشاريع الريادية، سيصبح هو أكبر سوق لرأس المال على مستوى العالم».