اكد تقرير الشال ان وكالة الطاقة الدولية، الممثلة لتكتل المستهلكين والتي تأسست كرد فعل على قرار مقاطعة دول النفط العربية لتصدير نفطها إلى الدول الداعمة لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973، تتوقع تحولاً جوهرياً سوف يحدث على خارطة سوق الطاقة بقيادة أمريكا الشمالية.
وتذكر الوكالة في أهم نشراتها بأن عاملين سيكونان عنصري التغير الجوهري المحتمل، الأول هو إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من النفط والغاز، والثاني هو التطور التقني في وفر استخدامهما.
ففي جانب الإنتاج، سوف تتحول الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر مستوردي النفط، إلى حالة من الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2035 وسوف تصبح أكبر منتجة للنفط بإنتاج نحو 11.1 مليون برميل يومياً بحلول عام 2020، وسوف تتحول أمريكا الشمالية إلى صافي مصدرة للطاقة.
وبحلول عام 2035، سوف ينحسر استيراد الولايات المتحدة الأمريكية من النفط إلى نحو الثلث أو ما قيمته 3 ملايين برميل، يومياً، بينما تصدر مصادر أخرى للطاقة مثل الغاز المسال.
وذلك يعني أن إنتاجاً إضافياً ومضطرداً وجديداً من بدائل النفط سوف يضاف إلى جانب العرض، كما حدث مع نفط بحر الشمال بعد زيادة أسعار النفط في سبعينات القرن الفائت. بينما سوف ينحسر جانب الطلب على الطاقة بنحو 20 في المئة عن مستوى الطلب في عام 2010 بحلول عام 2035 بسبب التطوير في تقنيات استهلاك الطاقة. ومن الصعب جداً التنبؤ بالتحولات الجيوسياسية الناتجة عن مثل هذا التغير، ولكن النشرة تتوقع أنه بحلول عام 2035، سوف تبيع دول الشرق الأوسط النفطية نحو 90 في المئة من نفطها لدول الشرق.
وهناك الكثير من الجدل والجدل المقابل حول تأثيرات متغيرات سوق النفط على جبهتي السياسة والاقتصاد، ففي جانب الاقتصاد يعتمد أثر الزيادة في العرض على ما يقابله من زيادة في الطلب، بسبب انتقال الثقل الاقتصادي إلى الشرق، ومدى تعويض نمو الشرق الاقتصادي للزيادة في العرض. مثال واحد تذكره مجلة الإيكونومست، في عدد 17 نوفمبر 2012، وهو أن الصين أكبر مستهلكي الطاقة، حالياً، إلا أن الأمريكي لازال يستهلك ثلاثة أضعاف ونصف الضعف للصيني، وذلك لن يستمر مع تحول نموذج التنمية الصيني بالاعتماد أكثر على المستهلك المحلي. وهناك من يعتقد أن نمو العرض سوف يتعرض لمخاطر انحسار الأسعار بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج هناك إلى حدود الـ 70 دولاراً أمريكياً للبرميل أو البرميل المكافئ، بما يعني أن هناك شبكة أمان للحد الأدنى بما يبلغه سعر النفط، أعلى، كثيراً، من تجربة ثمانينات وتسعينات القرن الفائت. وعلى جبهة السياسة، هناك من يعتقد بانحسار الأهمية الاستراتيجية لدول الشرق الأوسط النفطية ومعها ارتفاع مستوى القسوة في التعامل معها، وهناك من يعتقد بأن ذلك لن يحدث لأن صراع الزعامة على العالم يتعدى مرحلة الاكتفاء الذاتي أو حتى تصدير الطاقة، إلى امتلاك عنصر قوة مقابل الغير، من المنافسين على الزعامة، بالسيطرة على مواقع تصديره.