
كشف تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني حول أسواق النقد والعملات أن عام 2013 بدأ والين الياباني لا يغيب عن أنظار المستثمرين خاصة مع التزام الحكومة اليابانية بخفض سعر الين الياباني، مع العلم ان القادة الأوروبيين متخوفين من وضع الين ومن تأثيراته السلبية المحتملة على الصادرات الأوروبية.
وبين التقرير انه في الولايات المتحدة الامريكية، تستمر عملية التعافي الاقتصادي مع تراجع عدد مطالبات تعويضات البطالة في البلاد إلى أدنى حد لها منذ 5 سنوات، اما اسواق الاسهم فقد سجلت اكبر ارتفاع في الاسعار تشهده ما بعد الازمة المالية العالمية وذلك بسبب موافقة البرلمان الامريكي على تأجيل مسألة تحديد سقف الدين العام لثلاثة شهور إضافية وذلك لغاية 19 من شهر مايو.
كما ساهم الرئيس اوباما في تحفيز عملية التعافي الاقتصادي للبلاد، حيث ألقى خطابا بعد أدائه لليمين الدستوري خلال حفل التنصيب الرئاسي جدد فيه الآمال حيال الاوضاع الاقتصادية الحالية، حيث شدد على أهمية اعادة تنظيم الحكومة واحداث بعض التعديلات على القانون الضريبي، بالإضافة الى اتخاذ بعض القرارات الحازمة لخفض تكاليف الرعاية الصحية ووتخفيض حجم العجز في الميزان التجاري.
هذا وتستمر الانباء الايجابية بالتدفق هذا الأسبوع على الجبهة الأوروبية حيث صرح وزير الخارجية الالماني جويدو ويسترويل ان منطقة اليورو قد تجاوزت الآن المرحلة الاصعب فيما يتعلق بأزمة الديون، مع العلم ان الوقت ما يزال مبكراً على ان تبدأ الدول الاوروبية بتنفس الصعداء، فهي بحاجة ماسة إلى الاستمرار بكافة الجهود لتحقيق الوحدة النقدية فيما بينها.
ومن هذا المنطلق، اظهرت المعطيات الاخيرة تحسناً لا بأس به في التوقعات الخاصة بالنشاط الاقتصادي لمنطقة اليورو، خاصة وأن التوجه نحو موازنة الفائض في الدفعات بالإضافة إلى تقلص حجم العجز في الموازنة يشكلان عاملان ايجابيان من الناحية الدورية والهيكلية لليورو. كما تجدر الاشارة الى ان المعطيات الاقتصادية الاقوى تأتي من المانيا وبحيث من الممكن أن ينتشر هذا التحسن في المزيد من الدول الاوروبية، وذلك مع استقرار الاسواق المالية وخفض الشروط المتعلقة بحجم السيولة المفروضة على المصارف والتي ستسمح للبنوك بتأمين رؤوس اموال اكبر حجماً لتقديم الدعم للتمويلات التجارية. من ناحية أخرى، يشير عدد من المحللين الاقتصاديين إلى التعافي المحتمل في عمليات الاقراض الاقليمية في منطقة اليورو خاصة مع ارتفاع مؤشرات الثقة من جديد.
هذا وتمكن اليورو مع نهاية الاسبوع من تحقيق الاداء الافضل مقابل سائر العملات الاخرى وخاصة الآسيوية منها، حيث ارتفع اليورو ليصل إلى 1.3479 مقابل الدولار الامريكي، كما حقق ارتفاعاً مقابل الين الياباني بلغ نسبة 4 في المئة. أما الجنيه الاسترليني فقد استمر في ادائه الضعيف خاصة بعد ان صرح محافظ بنك انكلترا المركزي مارفن كينج ان تراجع سعر الجنيه من شأنه أن يساعد في اعادة التوازن إلى الاقتصاد البريطاني، حيث تراجع الجنيه إلى 1.5746 مقابل الدولار الامريكي وسجل التراجع الاكبر له مقابل اليورو خلال ما يفوق العام.
حرب العملات
بالنظر إلى الوضع الاوروبي خلال العام السابق، من الملاحظ ان اوروبا أصبحت افضل حالاً مع حلول عام 2013 خاصة وأن مخاطر انهيار الاتحاد الاوروبي قد تبددت، إلا أن رئيس بنك Bundesbank جينز ويدمان قد حذر من مخاطر الاعتماد على البنك المركزي الاوروبي باعتباره الجهة الوحيدة لإدارة الأزمات، حيث صرح مع بداية الاسبوع ان مخاطر برنامج إعادة شراء السندات الخاص بالبنك المركزي الاوروبي وذلك فيما يتعلق بالسياسة النقدية، حيث يجب الحد من هذه المخاطر والحماية منها، وأضاف وايدمان ان الخطورة الأكبر تكم في تدني حجم التمويل والذي من شأنه ان يمنع الحوافز المقدمة لعملية الإصلاح النقدي.
ومن ناحية أخرى، تتوجه الانظار حالياً نحو اليابان التي تتعرض لوابل من النقد العلني على يد القادة الاوروبيين يطال المساعي التي تعتمدها اليابان لخفض سعر الين وبدء حرب عملات عالمية، أما الرد الياباني على هذا النقد فأتى من خلال النائب عن وزير المالية الياباني تاكيهيكو ناكاو، حيث صرح ناكاو ان اليابان لا تعتزم مطلقاً خفض سعر الين بشكل تنافسي، أما التراجع الاخير الحاصل في سعر الين فمن الاجدر اعتباره كعملية تصحيح من جانب واحد، خاصة مع الارتفاع المفرط في سعره لغاية العام الماضي.
أسواق السلع
وبحسب ما افاد به النائب الاول عن محافظ البنك المركزي الروسي ألكسي يوليوكاييف، فإن البنك سيستمر بشراء الذهب، وذلك في سعيه لإحداث بعض التنوع في الاحتياط الاجنبي لديه وبحيث بدأ بصرف النظر عن الاصول الورقية التي تحمل نسبة مرتفعة من المخاطر، فقد ركز البنك المركزي الروسي على شراء سبائك الذهب لترتفع نسبة الاحتياطي منه ولتقارب الحد المستهدف له خلال المدى المتوسط وذلك عند نسبة 10 في المئة، وهو الامر الذي يثير العديد من التساؤلات حول ما اذا كان سيستمر البنك المركزي الروسي بشراء المزيد من سبائك الذهب. بالإضافة إلى ذلك، صرح يوليوكاييف خلال المنتدى الاقتصادي العالمي ان البنك المركزي الروسي سيستمر بشراء الذهب، إلا انه لم يتطرق إلى احتمال احداث أي تغيير في حجم حصة الذهب من احتياط البنك.