
ارتفعت أسعار النفط ليومين متتالين مسجلة مستويات قياسية مرتفعة لم تسجلها منذ عدة شهور، حيث اخترق النفط الأمريكي حاجز الـ98 دولاراً للبرميل في بورصة نايمكس، وذلك للمرة الأولى منذ نحو عام كامل، فيما توقع خبير نفطي تحدث لـ»العربية.نت» أن تواصل الأسعار ارتفاعها العام الحالي وأن يواصل النفط تحركه فوق المئة دولار.
ويأتي الارتفاع في أسعار النفط في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يتوقع أن يتمسك ببرنامج التيسير الكمي من أجل مزيد من التحفيز، وهو ما أعطى دفعة من التفاؤل في أوساط المستثمرين بالأسواق العالمية.
وسجل النفط الأمريكي أعلى مستوى له خلال تداولات الأربعاء عند مستوى 98.27 دولاراً للبرميل، وذلك بعد يوم واحد من ارتفاعه بنسبة زادت على 1 في المئة، أما خام برنت فتجاوز مستوى الـ115 دولاراً مرتفعاً بنحو ربع نقطة مئوية.
وواصل النفط ارتفاعه على الرغم من البيانات المفاجئة للناتج المحلي الأمريكي، والتي أظهرت أول انكماش للاقتصاد الأمريكي منذ ثلاث سنوات ونصف، حيث تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1 في المئة، لكن التفاؤل الذي يسود أوساط المستثمرين في انتظار اجتماع الفيدرالي الأمريكي يبدو أنه ظل طاغياً، وحافظت أسعار النفط على مستوياتها المرتفعة، وإن كان الخام الأمريكي عاد وهبط إلى ما دون 98 دولاراً، وهبط خام برنت إلى ما دون 115 دولاراً.
توقعات بمواصلة الصعودوتوقع الخبير النفطي الكويتي حجاج بوخضور أن تواصل أسعار النفط ارتفاعها خلال العام الحالي، كما توقع أن يخترق الخام الأمريكي مستويات المئة دولار ويحافظ على ذلك لمدة طويلة خلال العام.
وأشار بوخضور في حديثه لـ»العربية.نت» إلى أن النفط ذاهب إلى تسجيل ارتفاع في الأسعار يتراوح بين 5 في المئة و10 في المئة خلال العام 2013 مقارنة بأدائه خلال العام الماضي.
وأرجع بوخضور الارتفاع في أسعار النفط إلى جملة من الأسباب، من بينها انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي، حيث وصل إلى مستويات قياسية متدنية أمام اليورو والعملات الرئيسية الأخرى، ما أثّر إيجاباً على أسعار النفط.
كما أشار بوخضور إلى أن كلاً من مخزونات البترول الأمريكية، وكذلك الأحوال الجوية في العالم، تلعب دوراً أيضاً في تحريك أسعار النفط.
إلا أن بوخضور يرى أن النفط تحول من «سلعة» إلى «أداة مالية»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تستخدم هذه الأداة من أجل خفض العجز في ميزانها التجاري، وذلك بدفع النفط لمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تمثل ثلث الاقتصاد العالمي، وهي صاحبة الاقتصاد الأكبر في العالم، كما أنها أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلا أن الصين تحل في المرتبة الثانية وتشهد طلباً متزايداً على النفط نتيجة نسب النمو الاقتصادي القوية التي تسجلها.
وأشارت أحدث التوقعات إلى أن الطلب الصيني على النفط سيشهد خلال العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 4.8 في المئة عن العام السابق ليصل الى 10.28 مليون برميل يومياً، وذلك بحسب معهد الأبحاث التابع لمؤسسة «سي إن بي سي» في تقريره السنوي عن الصين.