
كونا - قدر الخبير فى استراتيجيات النفط المهندس الشيخ فهد الداود الصباح حجم الاحتياطيات الأمريكية المعلن عنها من النفط الصخرى الغير تقليدي ب 2 تريليون برميل غير مستغلة، ما يمثل أكثر من جميع احتياطي العالم من النفط الخام حسب اخر احصائيات لوكالة الطاقة الدولية والمعهد الامريكى للبترول،مشيرا الى ان تلك الكميات تعادل الكميات المكتشفة 8 مرات نفط المملكة العربية السعودية، و18 مرة نفط العراق، و21 مرة نفط الكويت واضاف الداود فى بيان صحفى ان تلك الطفرة الغير مسبوقة فى انتاج النفط الصخرى فى الولايات المتحدة تعد تحولا استراتيجيا فى موازين اسواق النفط العالمية للعقدين القادمين ،مبينا ان إنتاج نفط الولايات المتحدة زاد خلال عام 2012 مقارنة بالاعوام السابقة بمقدار 7 ملايين برميل يوميا وذك للمرة الأولى منذ مارس عام 1993، متوقعا أن يحقق الإنتاج خلال عام 2013 رقما قياسيا جديدا بمعدل أكبر يبلغ 900000 برميل يومياً.
ورأى الداود ان طفرة الانتاج من النفط الصخرى تعتبر أكبر قفزة سنوية في الإنتاج منذ أن حفر أول بئر نفط تجارية في تيتو سفيل بولاية بنسلفانيا قبل بداية الحرب الأهلية في الولايات المتحدة بعامين ، لافتا الى ان تلك الزيادة ترجع إلى مجموعة من التقنيات الحديثة كعمليات الحفر الأفقي والتفتيت الهيدروليكي التي تضم ضخ المياه والكيماويات والرمل بضغط عال لتكسير التكوينات الصخرية الجوفية ، منوها الى ان الولايات المتحدة ستصبح مصدراً صافياً للطاقة بجميع أنواعها بحلول عام 2025 حال استمرار زيادة النفط المستخرج من منطقة الرمال النفطية في كندا وكذلك زيادة صادراتها من البنزين والديزل .
وحول امكانة تأثر دول الخليج بطفرة الانتاج المقبلة للنفط الاميريكي قال الداود ان التاثر سيكون مؤكدا خصوصا فى صادرات دول الخليج الى الاسواق الرئيسية وخصوصا ان منطقة الخليج تعتمد بصفة رئيسية على النفط، حيث تمتلك أكبراحتياطي نفطي في العالم والذى يُقدر بنحو 486.8 مليار برميل ما يعادل 35.7 في المئة من إجمالي الاحتياطي العالمي من النفط الخام وما نسبته 70 في المئة من إجمالي الإحتياطى العالمي لأوبك، بيد ان الداود عاد واكد ان أميركا لن يكون باستطاعتها الاستغناء عن نفط الخليج والدول العربية مستقبلا لاسيما وانها تستورد يوميا ما بين 8 إلى 9 ملايين برميل يوميا من النفط، وهي كميات ضخمة.
وطالب الداود بضرورة توجّه دول الخليج نحو الاستثمار الحقيقي فى المنطقة وليس الاستثمار المالي فقط ،ومؤكدا ان الأزمات المالية المتكررة، سواء كانت مختلقةً أو مدبّرةً أو طبيعيةً تُفقد الجزء الأكبر من الاستثمارات المالية لدول الخليج ،موضحا ان الاستثمار الحقيقي يجب أن يتجه نحو قطاعات صناعية منتقاة بعناية، و ذات رأس مال مهم وهو ما يناسب دول المنطقة ،وذلك من خلال إقامة شراكات مع المؤسسات رائدة عالميا لتفعيل مقدرات النفط الضخمة والاستفادة منها للاجيال المستقبلية .،
ووالمح الداود الى ان تفعيل خطة طموحة من خلال صناديق عربية واستثمارات ضخمة في الدول العربية وتبادل تجارى مشترك اضحى ضرورة ملحة فى الوقت الراهن ،لافتا الى ان دعم وتفعيل تلك الاتفاقيات مع دول المنطقة العربية اصبح بديلا استراتيجيا فى ظل التحولات الاقتصادية العالمية ، مبينا ان الاستغلال الحالي للنفط فى منطقة الخليج يمثل استنزافاً للثروة ولمورد لن تبقى إلى الأبد.