
جنيف - «كونا» - يشهد معرض جنيف الدولي للسيارات هذا العام حضورا صينيا واضحا تميز عن مشاركات الاعوام الماضية بتنوع السيارات الصينية المعروضة لاسترضاء الاذواق الاوروبية.
ويقول مارك شتاينر احد خبراء صناعة السيارات لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان الصين تسعى الى منافسة السيارات الاوروبية من خلال عنصرين اثنين الاول الثمن الزهيد مستفيدة من رخص تكاليف الانتاج في الصين مقارنة بما هي عليه في اوروبا والثاني اعتماد تصاميم جديدة محببة الى قلوب الأوروبيين.
ويرى شتاينر ان الصين استفادت من استضافة ما لا يقل عن 80 فرعا لشركات دولية لصناعة السيارات قصدت الصين بحثا عن تصنيع جزئي او كلي لسياراتها هناك فاحتكت الصين عن كثب وفوق اراضيها ببعض خبايا الصناعة التي كانت حتى وقت قصير حكرا على دول بعينها.
ويعتقد الخبير الالماني ان فلسفة الصين في اقتحام مجال صناعة السيارات تعتمد في الاساس على اسلوب جس النبض اذ تطرح في المعارض الدولية المتخصصة امثلة لما يمكن ان تكون عليه سيارة صينية الهوى فيتعرف القائمون عليها على وجهات النظر المختلفة لتعيد النظر فيما قدمته للتحسين.
ويضرب مثالا على ذلك بمشاركة الصين العام الماضي في معرض جنيف حيث استمعت الى رأي الخبراء الاوروبيين في السيارات المطروحة وكيف يمكن تحسين مواصفاتها لتواكب المعايير الاوروبية لتعود هذا العام بانتاج متطور ومشروعين لسيارتين جديدتين تنافس بهما كبريات الشركات الاوروبية.
ويجمع الخبراء لـ«كونا» على ان عوامل متعددة اجتمعت بين ايادي الصينيين لدخول مضمار السباق في صناعة السيارات اولها توفير التمويل اللازم لهذه الصناعة من التصميم الى الانتاج النهائي والتسويق والثاني تعطش صيني للريادة الاقتصادية في كافة المجالات والثالث استقطاب خبراء محنكين في اقتصاد سوق السيارات.
ويستدل الخبراء على ذلك باستعانة الصين مثلا بمدير فرع «فولكس فاغن» في الولايات المتحدة الامريكية فولكر شتاينفاخر ومصمم سيارات شركة «بي ام دبليو» غيرت هيلدبراند وزميله كلاوس شميت ورابع كان من طاقم مصممي شركة «اوبل» وخامس من فريق «لاندروفر جاغوار».
ويقول الخبير الالماني شتاينر ل«كونا» «عندما يجتمع مثل هؤلاء الخبراء في شنغهاي وتوفر لهم الصناعة الصينية المناخ المناسب للعمل فان النتيجة هي 60 تصميما اغلبها تم تنفيذه للاختبارات».
واردف قائلا ان بوادر تلك الصناعة يمكن ان تظهر في حضور اول سيارة صينية على الاراضي الاوروبية بسعر يبدأ من 12 الف يورو ويقف عند 20 الف يورو في حين ان نظيرتها يمكن ان تصل الى ضعف هذا الثمن.
ويعتقد شتاينر ان الشركات الاوروبية يمكن أيضا ان تستفيد من هذا التطور الصيني الهائل اذ يمكنها ان تقدم ابتكارات لتطوير الافكار الصينية وتحويلها الى واقع لاسيما ان صناعة السيارات في اوروبا تعاني عدم اتزان بسبب الازمة المالية والاقتصادية العالمية.
وليس من المستعبد حسب رأي الخبراء في تصريحاتهم ل«كونا» ان تشهد مبيعات السيارات الصينية اقبالا في الاسواق الاوروبية اسوة بالتنافس الياباني الكوري للصناعات الاوروبية اذ اثبتت السيارات الآسيوية حضورا مستقرا بل متزايدا في السوق الاوروبية.
الا ان استراتيجيات التسويق الصينية حسب الخبراء سوف تعتمد على اسواق وسط وشمال اوروبا ودول الاقتصادات الناشئة بسبب تدهور الحالة الاقتصادية في جنوب القارة التي انعكست سلبا على مبيعات السلع المعمرة بل اصبح اقتناء سيارة من كماليات الرفاهية.