
كشف تقرير أصدرته شركة «بيتك للابحاث» التابعة لمجموعة بيت التمويل الكويتي «بيتك» إن نشاط الاكتتاب في الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهد ممارسات مشجعة خلال العام الماضي إذ بلغ اجمالى معاملات زيادة رأس المال نحو ملياري دولار امريكى بنسبة نمو 133 في المئة عن عام 2011 ، منهم 1.3 مليار دولار عبارة عن اكتتابات في شركات خليجية في السعودية والإمارات وسلطنة عمان، ما انعكس ايجابيا على الأسواق المالية في هذه الدول وظهر بوضوح في ارتفاع مؤشراتها الرئيسية وإعادة الثقة إلى الأسواق والمتعاملين، متوقعا أن يؤثر ذلك في أداء تلك الأسواق خلال العام الحالس، وقد بدأت بالفعل عملية جديدة من الاكتتابات خلال الربع الأول من العام الجاري تبشر بمزيد من النمو .. وفيما يلي التفاصيل
أظهرت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ممارسات مشجعة للغاية فيما يتعلق بزيادة رأس المال في عام 2012، حيث بلغت إجمالي معاملات زيادة رأس المال ملياري دولار، نمو بنسبة 132.8 في المئة عن المبلغ المسجل في 2011. وقد كانت مجموعة الطيار للسفر السعودية من بين أكبر معاملات زيادة رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا العام الماضي حيث بلغ حجم الصفقة 364.5 مليون دولار، تلتها الخطوط السعودية للتموين بمبلغ 354 مليون دولار، ثم شركة أسمنت نجران بمبلغ 226.5 مليون دولار، ثم تأتي شركة إن إم سي هيلث كير من الإمارات بمبلغ 187.5 مليون دولار، ثم بنك نزوى العماني بمبلغ 158.4 مليون دولار. وجدير بالذكر أن مجموعة الطيار وشركة أسمنت نجران مدرجتان بالسوق المالية السعودية «تداول»، بينما شركة إن إم سي مدرجة في بورصة لندن وبنك نزوى في سوق مسقط للأوراق المالية. وشهد الدعم الكبير للاكتتاب العام في المنطقة زيادة جيدة في الاكتتاب. وفي واقع الأمر، كان التسعير الجيد والأسس القوية بمثابة نقطة جذب للمستثمرين للدخول إلى سوق الاكتتاب في الأسهم في المنطقة. وكنتيجة لهذين العاملين، أظهرت الشركات المدرجة حديثا في المنطقة أداءً جيداً جداً فيما يتعلق بأسعار الأسهم مع ارتفاع بعض منها فوق نسبة 300 في المئة منذ الإدراج.
وسوف يمهد الأداء المشجع لأسعار أسهم الشركات المدرجة حديثاً في المنطقة الطريق أمام المزيد من الشركات لإجراء زيادة رأس المال عن طريق سوق الأسهم في عام 2013. ويعد النشاط المشجع للاكتتاب العام في المنطقة خلال عام 2012 بمثابة انعكاس لتحسن النظرة العامة لأسواق الأسهم في المنطقة، ويمكن مشاهدة ذلك من خلال التحسن الكبير في القيمة السوقية للأسهم. وقد قفز مؤشر بورصة دبي بمقدار 19.9 في المئة في 2012 في الوقت الذي ارتفع فيه مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 9.5 في المئة، فيما سجل المؤشر السعودي ارتفاعاً بنسبة 5.9 في المئة. وقد أدى تحسن التوقعات حول ثبات الزخم الاقتصادي مقروناً بزيادة اهتمام مستثمري المؤسسات في أسواق الأوراق المالية بالمنطقة إلى زيادة من نشاط الاكتتابات في المنطقة عام 2012.
إن أداء الاكتتاب في أسعار الأسهم خلال عام 2012 سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة اهتمام الشركات في زيادة رأس المال عن طريق سوق الأسهم. يتوقع أن تكون الآفاق المشرقة لعام 2013 بدافع رئيس من السعودية والامارات نظراً للتحسن الكبير في القيمة السوقية للأسهم المتداولة التي أبدتها البورصات في البلدين خلال الربع الأول من 2013. وقفز مؤشر سوق دبي بنسبة 16.9 في المئة منذ بداية العام وحتى تاريخه في حين زاد المؤشر السعودي بنسبة 4.3 في المئة لنفس الفترة. وقد تجاوز أداء مؤشر سوق دبي أداء مؤشرات رئيسة في العالم، مثل مؤشر داو جونز الصناعي والذي ارتفع فقط بنسبة 8.9 في المئة ومؤشر ستاندرد اند بورز 500 والذي ارتفع فقط بنسبة 6.5 في المئة لنفس الفترة، ويتم تداول المؤشرات القياسية في سوق دبي المالي والسوق السعودي بمعدل نسبة السعر إلى الربح بـ 12.3 ضعف و 14.9 ضعف، على التوالي.
إن التوقعات المشجعة للأرباح من قبل البورصتين سوف تكون بمثابة آفاق جيدة ومبشرة بالخير للشركات الساعية نحو إدراج أسهمها في البورصة خلال 2013.
وبرزت منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في أنشطة سوق الاكتتاب خلال الربع الأول من 2013 بثلاث صفقات من الشركة الوطنية للرعاية الطبية «السعودية» وبنك صحار «سلطنة عمان» وشركة أسمنت المنطقة الشمالية «السعودية». وفيما يتعلق بأداء أسعار الأسهم، ارتفع كل من بنك صحار وشركة أسمنت المنطقة الشمالية بنسبة 175.9 في المئة و 94.5 في المئة منذ الإدراج. وسيلعب التقييم الجيد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا دور العامل المحفز لنشاط قوي للاكتتاب في المنطقة خلال هذا العام.
وسوف تعمل الزيادة الكبيرة في حجم التعاملات في بورصتي دبي والسعودية كعامل آخر من شأنه أن يدعم توقعات الاكتتاب في المنطقة. فعلى سبيل المثال، قفز حجم التعاملات اليومية في بورصتي السعودية ودبي بنسبة 5.9 في المئة و 26 في المئة منذ يناير مقارنة بديسمبر، مما يشير إلى جاذبية المستثمرين نحو أسواق الأسهم في المنطقة. واقتراناً بمعدل توزيعات أرباح يتراوح بين 2.7 في المئة و 4.9 في المئة من قبل بورصات الأسهم في المنطقة، فإننا نرى أن توقعات سوق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ستكون بالتأكيد ناضجة وأنها ستشهد العديد من الإدراجات الجديدة خلال العام.