قال تقرير الشال الاقتصادي الأسبوعي أصدرت الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت تقريراً حول «أرقام وحقائق» البطالة في الكويت، والتقرير صادر في شهر مايو 2013 ويغطي الفترة حتى 20/04/2013، هو التقرير العاشر كما هو مذكور، ونحن نعتقد أن عودة محمودة للنشاط بدأت في الإدارة المركزية للإحصاء، بعد سبات لعقود طويلة، وهو أمر مشجع وواحدة من الإضاءات القليلة. ذلك يدفعنا لطلب المزيد، ونقصد طلب الارتقاء بالإحصاءات من الناحية النوعية، أيضاً، فأرقام البطالة هي حول البطالة السافرة، وهي صحيحة، اقتداء بما ينشر حول العالم، ولكــن ظـروف الكويـت الخاصـة تجعـل هـذا المؤشـر -البطالة السافرة- ضعيف الأهمية، بينما الخطر الحقيقي يكمن في البطالة المقنعة والعالية، جداً، والتي ستعجز الكويت، يوماً، عن الحد من تحولها إلى سافرة وبأعداد غير محتملة.
وأضاف التقرير عودة إلى أرقام التقرير، التي تذكر بأن جملة المتعطلين الكويتيين، حتى 20/04/2013، بلغ 19,218 متعطلاً، نحو 80 في المئة منهم إناث، و20 في المئة ذكور، وأكثر من نصف المتعطلين أو نحو 53 في المئة أعمارهم أقل من 30 سنة أي شباب. وبلغت نسب المتعطلين، ممن لا يحملون مؤهلات أو مؤهلات دون مستوى الثانوية العامة، نحو 41.3 في المئة للذكور ونحو 42.4 في المئة للإناث، وهبطت، بشكل لافت، عن مستويات عام 2012 عندما كانت نحو 48.6 في المئة للذكور ونحو 46.6 في المئة للإناث. بينما ارتفعت بشكل كبير بطالة حملة الشهادات الجامعية وما فوقها، إذ بلغت للذكور 29.3 في المئة في عام 2013، مقارنة بنحو 25.9 في المئة في عام 2012، وبلغت للإناث نحو 11.6 في المئة في عام 2013، مقارنة بنحو 8.7 في المئة في عام 2012. وربما يحتاج مؤشر المدى الزمني للتعطل إلى بعض المراقبـة، فنحـو 63 في المئة مـن المتعطلين مضى عليهم 12 شهراً وأكثر، ونحو 21 في المئة ما بين 6 شهور وأقل من سنة، ونحو 16 في المئة منهم متعطلون جدد أو لأقل من 6 شهور.
وتابع تقرير آخر، صادر في 3 يونيو 2013 عن منظمة العمل الدولية، يوحي بارتفاع كبير في مستويات البطالة السافرة على مستوى العالم، إذ زادت من نحو 169.7 مليون متعطل عام 2007 إلى نحو 201.5 مليون متعطل عام 2013، أو بزيادة بحدود 18.7 في المئة ، ومعظمها زيادة في بطالة الشباب، أعلى زيادة في معدلات البطالة، بعد الاقتصادات المتقدمة التي أصابتها الأزمة، حدثت في منطقة الشرق الأوسط وبنحو 29.7 في المئة .
أردنا مما تقدم التحذير من أن العالم بات يعي بأن التحدي الحقيقي الذي يهدد استقراره هو في قدرته على مواجهة مشكلة البطالة، وتحديداً مشكلة بطالة الشباب، كما ذكرنا في فقرة أخرى من هذا التقرير. ولكن في الكويت، ومع كل التقدير لتقرير الإدارة المركزية للإحصاء، إلا أن الجهد الحقيقي يجب أن يوجه إلى وضع الكويت الخاص، فالمشكلة الحقيقية هي البطالة المقنعة، وأفضل المؤهلين لدراستها والتأثير، مبكراً، في السياسات العامة لاجتنابها قبل انفجارها، هو جهاز الإحصاء الرسمي، ولديه القدرة على ذلك. فرئيس جهاز الإحصاء الصيني يفاجئ العالم، أواخر السنة الفائتة، بتصريح بحكم الفتوى الاقتصادية، عندما يصرح بأن الصين يمكن أن تستمر في خلق ما يكفي من فرص عمل لضمان استقرارها، حتى لو هبطت معدلات نموها إلى ما بين 7-8 في المئة ، وكانت معدلات نموها قبل الأزمة أعلى، قليلاً، من 10 في المئة.
