
يبدأ اليوم سوق الكويت رحلة جديدة من الصعود - حسبما يؤكد المراقبون- بعد اسبوع مخيف عاشه بكل تفاصيل جلساته التي كررت سيناريوهات الانخفاضات الحادة التي وصلت إلى حد الانهيار، اذ ان دخول الشركات القيادية والكبيرة على خط الانقاذ دفع السوق إلى التماسك رغم انخفاضه في جلسة الخميس 58 نقطة، الا ان المؤشر الوزني ومؤشر كويت 15 اعطيا اشارات ايجابية بتحقيقهما ارتفاعا جيدا وسط توقعات بان يكون الاسبوع الجاري مختلفا من حيث العودة الى المنطقة الخضراء والى السيولة المرتفعة بعدما انخفضت الى مادون 70 مليون دينار بعدما تجاوزن حاجز 120 مليون دينار.
واكد المراقبون ان سوق الكويت حافظ على مستوى ما فوق 8 آلاف نقطة، وهذا دليل على وجود رغبة بان يواصل النشاط رغم الشائعات التي تستغلها بعض المحافظ الاستثمارية للضغط على أسعار العديد من الاسهم بعدما تعرضت الى انهيار في الاسعار، مشيرين الى اقتراب نهاية الانهيارات والعودة الى المنطقة الخضراء.
واضاف المراقبون ان ما حصل من دمار شامل في الاسعار خلال جلسات الاسبوع الماضي خلق حالة من التشاؤم بين المتداولين وهم الآن ينتظرون ماذا يجري خلال هذا الاسبوع من سيناريوهات بعدما وصلوا الى مراحل متقدمة من التفاؤل.
وكان سوق الكويت شهد حالة هلع وانخفض بشكل حاد بسبب عمليات البيع المفاجئة التي قلبت الوضع رأسا على عقب، واستمرار موجة الانخفاضات المبالغ فيها.
واكد المراقبون ان جلسة امس سلبية، خالفت التوقعات بعدما انتعش سوق الكويت اول من امس وحقق قفزة في الاسعار وفي المؤشرات الرئيسية كردة فعل على جلسة الانهيار التي عصفت بالسوق مع بداية الاسبوع الجاري.
وقال المراقبون ان الهلع بدأ الاسبوع الماضي بعدما انخفض السوق بشكل حاد، ثم واصل انخفاضه حتى وقت «المزاد»، مشيرين الى ان الهبوط العنيف دفع صغار المتداولين الى الانجراف وراء عمليات البيع، ولم يكتف بذلك، بل استمر على مدى اربع جلسات. ودعا المراقبون الى ضرورة تدخل المحفظة الوطنية للمحافظة على المكاسب التي حققها السوق منذ بداية العام الحالي وللحفاظ على «الثقة» التي عادت للسوق بعد مرحلة الاستقرار. وتساءل المراقبون: ما الذي يحدث بالسوق، لماذا هذا الانخفاض الذي وصل الى مرحلة الانهيار، خاصة ان اسواق المنطقة لم تشهد مثل هذه الانخفاضات رغم انها مرت بعمليات تصحيح. وكان سوق الكويت شهد «مجزرة أسعار» وصلت غالبية الاسهم الى الحد الأدنى، اذ كان التذبذب العنيف سيد الموقف، ما بين الانخفاض الحاد والارتفاع، بعدما ارتد بشكل مميز، اذ شهد عمليات شراء متوازنة ما بين الشركات الكبيرة والصغيرة وهذا ما عكسته المؤشرات الرئيسية للسوق. وكان سوق الكويت انزلق بداية الاسبوع الماضي بشكل حاد ليفقد 250 نقطة، فيما تسارعت عمليات البيع العشوائي ما شكل ضغطا على اسعار غالبية الاسهم التي وصلت الى الحدود الدنيا. ومضى المراقبون: ان «الاعصار الأحمر» الذي ضرب السوق وخلق حالة سلبية غير عادية اثرت على نفسيات المتداولين. وقال المراقبون ان سوق الكويت تعرض لانزلاقة كبيرة بعدما حقق مكاسب جيدة وخاصة المؤشر السعري الذي تمكن من الوصول الى اعلى مستوى اقفال له منذ اواخر عام 2008، ولابد من سرعة التدخل لانقاذ الوضع.