
«رويترز» : هبطت امس الأسهم الصينية في التعاملات المسائية بنسبة فاقت 5 في المئة لتواصل خسائرها لليوم التالي على التوالي بفعل مخاوف المستثمرين من أزمة سيولة في النظام البنكي لثاني أكبر اقتصادات العالم، وفقدت مؤشر شنغهاي المُجمع 99.71 نقطة. وجاءت خسائر اليوم في أعقاب تراجع الأسهم أمس في أكبر تراجع يومي لها منذ أربع سنوات تقريباً، حيث فقد مؤشر شنغهاي ومؤشر شينشن الأقل حجماً أكثر من 5 في المئة.
وسعى مسؤولو المركزي الصيني لطمأنة المستثمرين بأن حجم السيولة سيظل ملائما لدعم النمو الاقتصادي، وكان البنك قد زاد المخاوف الاثنين عندما استبعد ضخ أي سيولة إضافية لإنعاش الأسواق، ودعا البنوك المحلية لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية. واستشعر المستثمرون مؤشرات مقلقة جراء تقلص السيولة بالقطاع البنكي الصيني وارتفاع نسبة فائدة الإقراض بين البنوك، وهو ما قد ينعكس على القروض المقدمة للاقتصاد الصيني.
وكانت الحكومة الصينية قالت الأحد إنها ستبقي على سياستها النقدية، وستعمد إلى تحسينها بالوقت المناسب، مما بدد الآمال في تخفيف شروط الإقراض بالصين، وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» أن المركزي يتبنى «موقفاً صارمًا» من البنوك التجارية التي تديرها الدولة رغم الزيادات الأخيرة بأسعار الفائدة على القروض بين البنوك.
تشانغ يان بينغ: لم يطرأ أي تحسن على وضع السيولة التي تعرف شحاً بالصين، والأسواق ما زالت قلقة وتنتظر تدخل بكين لتحسين الوضع.
وضع السيولة
وأضافت الوكالة أن البنك يحاول «إجبار المقرضين المحليين على وقف ضخ الأموال إلى القطاع البنكي غير الرسمي التي تضخم خلال السنوات الأخيرة، وأشعل المخاوف من المخاطر المالية». ويرى تشانغ يان بينغ المحلل بمؤسسة تشيس هانغ للأوراق المالية أنه لم يطرأ أي تحسن في وضع السيولة التي تعرف شحاً، مشيرا إلى أن الأسواق ما زالت قلقة وتنتظر تدخل السلطات لتحسين الوضع وتهدئة سوق الأسهم.
وفي سياق متصل، ارتفع الين مقابل الدولار اليوم نتيجة إقبال مستثمرين على شراء العملة اليابانية الآمنة نسبياً بسبب مخاوف من أزمة ائتمان بالصين وتقليص برنامج التحفيز الذي أطلقه المركزي الأميركي، وقد انخفض الدولار مقابل الين إلى 97.61 ينا لينزل عن أعلى مستوى بأسبوعين سجله الاثنين.
وفي أوروبا، انتعشت الأسهم اليوم وسط تكهنات في أوساط المتعاملين بأن الصين قد تأخذ إجراءات لتهدئة السوق، فقد ارتفع مؤشر يوروفرست لأسهم كبريات الشركات الأوروبية بنسبة 0.8 في المئة، وفتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني مرتفعاً بـ0.7 في المئة ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 1.1 في المئة وداكس الألماني بنسبة 0.6 في المئة.
وعلى صعيد آخر استقرت الأسهم الاوروبية يوم الأربعاء محافظة على المكاسب الكبيرة التي حققتها في الجلسة السابقة في حين تستمر بيانات أمريكية جيدة في دعم المعنويات لكن المستثمرين يخشون المغامرة بمبالغ كبيرة بعد أن تراجعت الأسواق على مدار شهر.
وارتفعت طلبيات السلع المعمرة ومبيعات المنازل الجديدة وثقة المستهلكين في الولايات المتحدة بوتيرة تفوق التوقعات لتطمئن المستثمرين بعض الشيء إلى أن أكبر اقتصاد في العالم ربما يتمتع بقوة كافية لمواجهة احتمال بدء مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأمريكي» في تقليص برنامجه التحفيزي.
وتراجعت إلى حد ما بواعث القلق إزاء أماكن أخرى مثل الصين إذ ساعد تعهد البنك المركزي بالحيلولة دون أزمة ديون طويلة الأمد في تهدئة الأسواق.
وبحلول الساعة 0706 بتوقيت جرينتش استقر مؤشر يوروفرست 300 عند 1130.37 نقطة وكان صعد أمس الثلاثاء 1.2 في المئة ليقلص خسائره منذ سجل أعلى مستوياته في خمسة أعوام في مايو أيار إلى عشرة في المئة.
وفتح مؤشر كاك 40 الفرنسي مرتفعا 0.06 في المئة في حين صعد مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.1 في المئة وانخفض داكس الألماني 0.1 في المئة.
وغلق مؤشر نيكي للأسهم اليابانية دون مستوى 13 ألف نقطة في معاملات متقلبة اليوم الأربعاء بفعل بواعث القلق من أزمة سيولة في الصين رغم تطمينات البنك المركزي بأنه سيوفر السيولة للبنوك إذا اقتضت الضرورة.
وتراجع نيكي واحدا في المئة ليغلق عند 12834.01 نقطة. وفي وقت سابق ارتفع المؤشر 1.7 في المئة بفعل بيانات أمريكية قوية ومكاسب الأسهم في وول ستريت وبيان البنك المركزي الصيني الصادر في ساعة متأخرة أمس الثلاثاء.
وفقد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.9 في المئة ليسجل 1069.28 نقطة.