
القاهرة - «رويترز»: قفزت مؤشرات سوق المال المصري بشكل قياسي في الدقيقة الأولى من معاملات امس بدعم من آمال المستثمرين في انتقال سريع للسلطة وبناء مؤسسات البلد بعد الاطاحة بحكم جماعة الاخوان المسلمين.
وقال نادر إبراهيم من آرشر للاستشارات المالية «الصعود هيستيري. التفاؤل وتوقع تحسن الوضع دفع المتعاملين للشراء وسط رخص الأسعار».
وأطاح الجيش المصري بالرئيس المنتخب محمد مرسي يوم الأربعاء وأعلن عن عملية انتقال سياسي بدعم من نطاق عريض من الزعماء السياسيين والدينيين والشباب.
وأعلن عبد الفتاح السيسي قائد الجيش وهو يقف وسط زعماء دينيين وسياسيين وكبار ضباط الجيش تعطيل العمل بالدستور مؤقتا وطرح خارطة طريق للعودة إلى الحكم الديمقراطي.
وأوقفت إدارة البورصة امس التداول في السوق لمدة نصف ساعة بعد ارتفاع المؤشر الذي يقيس أداء 100 سهم بأكثر من خمسة في المئة في أول دقيقة من التداول.
وهذه هي المرة الرابعة التي يتم ايقاف التداولات فيها بالبورصة لمدة نصف ساعة منذ انتفاضة يناير كانون 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
وقال رئيس بورصة مصر عاطف ياسين لرويترز امس «ما حدث بالأمس من تطورات سياسية في البلاد سيكون له تأثير إيجابي على سوق المال امس والفترة المقبلة».
وسيتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد مؤقتا وسوف يساعده مجلس انتقالي وحكومة كفاءات لحين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
وقال أحمد عصام من الوطني كابيتال في القاهرة «الفرحة كبيرة في الشارع والصعود قوي في البورصة. نستهدف مبدئيا 5500 نقطة ولن نأخذ وقتا كبيرا حتى نصل إلى مستوى 6000 نقطة».
وقال محسن عادل من بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار «الناس لديها تفاؤل بمرحلة جديدة من الاصلاح الديمقراطي الذي تم بشكل سلمي أمس».
وأعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الأقباط البابا تواضروس والمعارض البارز محمد البرادعي الفائز بجائزة نوبل للسلام تأييدهم لخارطة الطريق التي يدعمها الجيش. وألقى الثلاثة بيانات مقتضبة بعد كلمة السيسي التي أعلن فيها خلع مرسي.
وقال إبراهيم النمر من نعيم للوساطة في الاوراق المالية «هناك تفاؤل كبير بالسوق لما حدث في مصر يوم الأربعاء. السوق يستهدف 5450-5500 نقطة كمرحلة اولى».
وقال عادل «هدوء العملية السياسية والتأييد الشعبي الجارف للاطاحة سيعطي زخما قويا لقطاعات الاستثمار في مصر وستستفيد البورصة».
وبعد انتهاء بيان السيسي ليل الاربعاء احتفل مئات الآلاف من معارضي مرسي في ميدان التحرير بوسط القاهرة وأطلقوا الألعاب النارية ولوحوا بالأعلام المصرية وأطلقت السيارات أبواقها ابتهاجا.
وقال عصام «أي أحداث عنف ستحدث لن يكون لها تأثير على السوق لأن النظام مستقر الآن وأكثر قوة».
وقتل 14 شخصا ليل الأربعاء وفي الساعات الأولى من صباح الخميس في أعمال عنف في شوارع مصر عقب عزل مرسي.
ويخشى مصريون أن تتطور الاشتباكات إلى أعمال عنف واسعة النطاق.
وارتفعت القيمة السوقية للاسهم المصرية 14.4 مليار جنيه «2.05 مليار دولار» في أول دقيقة من معاملات يوم الخميس واوقفت إدارة البورصة التداول على 78 سهما بعد ارتفاعها بأكثر من خمسة في المئة.
ويرى المحللون أن السوق الآن تمثل فرصة جذابة للمستثمرين بعد نزولها مؤخرا إلى مستويات متدنية.
وقال إبراهيم من آرشر للاستشارات «الاستثمار في البورصة الآن هو شراء المستقبل
على صعيد آخر قالت وزارة المالية المصرية امس إن الوضع المالي في البلاد جيد ولا خوف من أي مشاكل فيما يتصل بتوفير التمويل واحتياجات المواطنين من السلع والخدمات.
ويأتي بيان وزارة المالية التي حصلت رويترز على نسخة منه بعدما أطاح الجيش المصري يوم الأربعاء بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي وأعلن عن عملية انتقال سياسي بدعم من نطاق عريض من الزعماء السياسيين والدينيين والشباب.
وقالت وزارة المالية في البيان «لا خوف من اية مشكلات خاصة بتمويل العمل اليومي للدولة أو توفير احتياجات المواطنين من السلع والخدمات العامة».
وتراجعت تكلفة التأمين على ديون مصر لمدة خمس سنوات من خطر التخلف عن السداد تراجعا كبيرا امس بعد الاطاحة بمرسي وتنصيب رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد.