قال رئيس قسم خدمات الاستشارات العقارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إرنست ويونغ يوسف وهبة،: «يعتبر شهر مايو بداية موسم الصيف في المنطقة، وهو ما يشكل نهاية موسم الذروة بالنسبة لسوق الضيافة، وبداية التباطؤ الموسمي في المنطقة. وفي حين أن هذه العوامل الموسمية، بما في ذلك زيادة درجات الحرارة وشهر رمضان المبارك، تؤثر على الغالبية العظمى من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتأثر الدول الأخري عبر المنطقة أيضاً بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وقد ارتفع معدل الإشغال العام في دبي بنحو 5.0 نقاط مئوية مقارنة بشهر مايو 2012، مع زيادة متوسط أسعار الغرف بنسبة 12.1 في المئة وارتفاع إيرادات الغرف الفندقية بنسبة 19.4 في المئة. ويمكن أن تعزى هذه الزيادات إلى الارتفاع الموسمي الكبير بواقع 8.0 نقاط مئوية في فنادق المدينة المطلة على البحر. وعلى الرغم من التباطؤ الهامشي للأداء الإجمالي لإمارة دبي خلال مايو 2013 مقارنة مع أبريل الماضي، إلا أن الأرقام تتماشى مع موسم الصيف النموذجي في المدينة. وقد شهدت أبوظبي خلال مايو ارتفاعاً في متوسط أسعار الغرف من 169 إلى 194 دولار أمريكي بزيادة سنوية قدرها 14.9 في المئة، مما أدى إلى نمو إيرادات الغرف الفندقية بمعدل 20.9 في المئة خلال الفترة ذاتها. كما شهدت الإمارة أيضاً زيادة في معدل الإشغال العام بواقع 4.0 نقاط مئوية. وكذلك سجلت العين أرقاماً إيجابية في شهر مايو بزيادة معدل الإشغال العام من 65 في المئة في مايو 2012 إلى 69 في المئة في مايو عام 2013، بالإضافة إلى ارتفاع متوسط أسعار الغرف بنسبة 2.7 في المئة وإيرادات الغرف بنسبة 9.5 في المئة.
أما بالنسبة إلى الأسواق الأخري التي شملتها الدراسة حول قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد شهدت المملكة العربية السعودية في مايو، وتحديداً جدة والمدينة المنورة، نمواً إيجابياً في إيرادات الغرف بحوالي 22.5 في المئة و9.2 في المئة على التوالي بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. ويعزى ذلك بشكل كبير إلى زيادة متوسط أسعار الغرف في المدينتين. وبالمقابل، تراجعت إيرادات الغرف في مكة المكرمة والرياض بنسبة 5.4 في المئة و2.4 في المئة على التوالي خلال الفترة ذاتها. ويمكن أن يعزى الانخفاض في مكة المكرمة إلى تراجع في متوسط الإشغال من 81.0 في المئة إلى 74.0 في المئة على أساس سنوي. كما أدى التغيير الطفيف في إيرادات الغرف في الرياض إلى انخفاض متوسط أسعار الغرف بنسبة 6.1 في المئة في حين بقي متوسط الإشغال مستقراً دون تغيير.
من جهة أخري، تستمر منتجعات البحر الأحمر في مصر تحقيق معدلات أعلى في أسعار الغرف خلال عام 2013 مقارنة بالعام الماضي. وبشكل أكثر تحديداً، تشهد المنتجعات في الغردقة وشرم الشيخ اتجاهاً تصاعدياً منذ بداية عام 2013، حيث حققت نمواً في إيرادات الغرف بنسبة 66.7 في المئة و20.9 في المئة على التوالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويعود هذا النمو في المقام الأول إلى زيادة متوسط أسعار الغرف من 25 دولار أمريكي في مايو 2012 إلى 41 دولار في مايو 2013 في الغردقة «بنسبة زيادة 63.9 في المئة »، ومن 42 إلى 57 دولار في شرم الشيخ «بنسبة زيادة 37.6 في المئة » خلال نفس الفترة. وعلى الرغم من هذه الزيادة، لا يزال سوق الضيافة في القاهرة يشهد تراجعاً على خلفية زيادة التوتر السياسي في المدينة خلال الأشهر القليلة الماضية. كما انخفضت إيرادات الغرف عموماً في القاهرة بنسبة 12.2 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تراجع متوسط الإشغال من 48.1 في المئة إلى 34.9 في المئة بواقع 13.1 نقطة مئوية خلال نفس الفترة.
وفي شهر مايو 2013، انخفضت إيرادات الغرف الفندقية في بيروت بنسبة 27.0 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويرجع ذلك إلى انخفاض متوسط معدل الإشغال من 67.0 في المئة إلى 59.0 في المئة على أساس سنوي، بالإضافة إلى تراجع متوسط أسعار الغرف من 200 إلى 165 مقارنة بشهر مايو 2012.
كذلك يواصل متوسط الإشغال في الأردن تراجعه بانخفاض معدل الإشغال في عمّان بواقع 14 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى انخفاض متوسط أسعار الغرف من 172 إلى 155 دولار بنسبة 9.6 في المئة، وتراجع إيرادات الغرف بنسبة 26.1 في المئة.
وفي ظل التباين الكبير بين دول المنطقة، بقي سوق الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولا سيما في دولة الإمارات العربية المتحدة، قوياً في شهر مايو. وعلى اعتبار أن شهري يوليو وأغسطس الأكثر حراً في المنطقة، فإننا نتوقع معدلات أقل خلال الأشهر المقبلة.