
واصلت أسواق المال الخليجية خسائرها القوية امس مع تصاعد التوتر بشأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا، وحديث الرئيس الأمريكي عن تحالف دولي لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال فادي السعيد، مدير الاستثمار ورئيس إدارة الأسهم في الشرق الأوسط لدى مجموعة «آي إن جي» لـ»العربية.نت»، إن التوترات الجيوسياسية ما زالت تلقي بظلالها على أداء أسواق المال الخليجية، فيما تسيطر حالة من الخوف والترقب على المستثمرين انتظاراً للتحرك المحتمل ضد سوريا.
وأنهى مؤشر سوق دبي المالي تعاملات امس على انخفاض بنسبة 2.45 في المئة، ووصل المؤشر لمستوى 2338 نقطة، بينما رفع سوق أبوظبي للأوراق المالية خسائره إلى 3.11 في المئة، لينهي المؤشر تداولات أمس عند مستوى 3535 نقطة.
وأضاف السعيد «الانخفاضات المتتالية لأسواق المال تدفع باتجاه مستويات مغرية للشراء. في سوق دبي تراجع المؤشر بشكل كبير، وأعتقد أن أسعار عدد من الأسهم باتت جاذبة جداً، ومغرية، خاصة في ظل مؤشر أداء الاقتصاد الكلي القوية لدولة للإمارات».
مؤشر سوق الأسهم السعودية لم يكن بعيداً عن هذه الأجواء، حيث خسر بداية التعاملات ما نسبته 0.65 في المئة، عند مستوى 7612 نقطة، فيما أغلق مؤشر بورصة الكويت على تراجع بنحو 0.69 في المئة.
وعمق مؤشر بورصة قطر من خسائره ليغلق عند مستوى 9191 نقطة، بعد تكبده خسائر بنسبة 1.76 في المئة، ومؤشر مسقط بنسبة 1.39 في المئة، بينما خسر مؤشر سوق البحرين 0.35 في المئة.
وواصلت سوق الأسهم السعودية تسجيل التراجع للجلسة الثانية على التوالي بعدما سجل المؤشر العام أمس خسائر ملحوظة قدرها 169 نقطة بفعل الأحداث المحدقة بالمنطقة وأبرزها احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى سورية.
وتواصلت ضغوط جميع القطاعات الـ 15 على السوق منذ بداية الجلسة وحتى النهاية، وبهذا جاءت محصلة الخسائر في جلستين بواقع 271 نقطة.
وغلب على أداء السوق عمليات البيع المكثفة والمحمومة ما أدى إلى إغلاق 146 من شركات السوق النشطة، البالغ عددها 157 باللون الأحمر.
وتبعا لأداء السوق السلبي انكمشت أبرز خمس كميات وأحجام في السوق، خاصة معدل الأسهم الصاعدة مقابل تلك الهابطة ونسبة سيولة الشراء مقابل سيولة البيع.
إلى هنا أغلق المؤشر العام لسوق الأسهم المحلية على خسارة 168.80 نقطة بنسبة 2.16 في المئة نزولا إلى 7662.96 نقطة، خلال عمليات بيع مكثفة ومحموم أشبه ما تكون بالهروب الجماعي. وضغطت على السوق جميع قطاعات السوق الـ 15 ما أدى إلى اكتساء 146 من الشركات المدرجة في السوق باللون الأحمر مقابل ارتفاع سبع شركات فقط.
ومن بين القطاعات المنخفضة الأكثر تضررا قطاعا الزراعة والفنادق، فخسر الأول نسبة 3.92 في المئة بفعل شركتي صافولا وسدافكو، تبعه الثاني بنسبة 3.77 في المئة.
وانكمشت أبرز خمسة معايير في السوق، فنقصت كمية الأسهم المتبادلة إلى 219.59 مليون من 272.16 مليون في الجلسة السابقة، نقص على إثر ذلك حجم السيولة المدورة من 7.79 مليارات ريال إلى 5.94 مليارات، كان أغلبها لعمليات البيع، نفذت عبر 128.36 ألف صفقة نزولا من 145.35 ألف، وانزلق معدل الأسهم المرتفعة مقابل لتلك المنخفضة إلى نسبة هامشية جديدة قدرها 4.79 في المئة من 6.99 في المئة في الجلسة السابقة، وفي هذه النسبة ومتوسط نسبة سيولة الشراء التي حامت أغلب فترة في الجلسة حول 35 في المئة ما يشير إلى أن السوق أمس كانت في حالة بيع مكثف ومحموم.
وجرى تبادل أسهم 157 من شركات السوق الـ161، ارتفعت منها فقط سبع، انخفضت 146، واستقرت أربع شركات عند مستويات أسعارها أمس الأول.