
يحتفل بنك الكويت الوطني اليوم بمرور 61 عاماً على افتتاحه، ليكون أول مصرف وطني وأول شركة مساهمة في الكويت ومنطقة الخليج. ففي الخامس عشر من شهر نوفمبر من العام 1952، شرع البنك الوطني أبوابه ليؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ المنطقة الاقتصادي.
وتأتي هذه الذكرى تتويجا لمسيرة من النجاح تحول خلالها البنك الوطني من بنك صغير انطلق من مساحة ثلاثة دكاكين وبضعة موظفين إلى أحد أكبر مصارف المنطقة وأكثرها ربحية وأمانا وأعلاها تصنيفا بأوسع بشبكة مصرفية دولية تنتشر في أهم عواصم المال والأعمال حول العالم.
وجاء افتتاح البنك الوطني ترجمة عملية للمرسوم الأميري السامي الصادر في 19 مايو 1952 والقاضي بتأسيس البنك كأول مصرف وطني وأول شركة مساهمة في الكويت ومنطقة الخليج. فمثّل افتتاح الوطني قفزة نوعية من عمر المنطقة الاقتصادي، معلنا بداية عصر جديد من الاستقلال الاقتصادي بعد سنوات طويلة من الانتداب البريطاني.
وقد بدأت قصة ولادة بنك الكويت الوطني حين ارتأت كوكبة من الرعيل الأول من الكويتيين بتأسيس مصرف وطني ينبع من ثقافتهم ويأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم ويخدم مصالحهم الوطنية. وفي بدايات العام 1952، عقد مؤسسو البنك الأوائل اجتماعاً مع المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح حضره كل من:
خالد الزيد الخالد
أحمد السعود الخالد
خالد عبد اللطيف الحمد
خليفة الخالد الغنيم
سيد على سيد سليمان الرفاعي
عبد العزيز الحمد الصقر
محمد العبد المحسن الخرافي
يوسف أحمد الغانم
يوسف عبد العزيز الفليج
وقد شكل هذا الاجتماع الخطوة الاولى لتأسيس البنك موضع التنفيذ بمباركة من المرحوم الشيخ عبدالله السالم. وبالفعل خرج المرسوم الأميري القاضي بتأسيس البنك الوطني في 19 مايو من العام 1952. وفي 15 نوفمبر من العام نفسه، وفي مبنى صغير لا تتجاوز مساحته الثلاثة دكاكين في الشارع الجديد بقلب المنطقة التجارية في الكويت آنذاك، باشر البنك أول أعماله المصرفية بعدد قليل من الأفراد لم يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. وقد زاول البنك في بداياته أعمالاً مصرفية بسيطة وبدائية تلخصت في فتح ومتابعة الاعتمادات التجارية، وتبادل وصرف العُملات، والحوالات المصرفية البسيطة، بالإضافة إلى عمليات السحب والإيداع.
لكن البنك الوطني أثبت مع مرور الأيام كفاءته وقدرته، متخطياً بثبات كل الصعوبات والأزمات التي واجهها بدءاً من العراقيل التي وُضعت في طريقه قبل صدور المرسوم الأميري القاضي بتأسيسه، ومروراً بأزمة سوق المناخ وأزمة الغزو العراقي الغاشم، ووصولاً الى الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، ليتحول من بنك صغير شرع أبوابه قبل 61 عاما، إلى أفضل بنوك الشرق الأوسط وأكبرها، وليكون البنك الأكثر أمانا في العالم العربي.
بمناسبة احتفال البنك الوطني بالذكرى الحادية والستين لانطلاق العمل لأول مرة في الخامس عشر من شهر نوفمبر من العام 1952، افتتح البنك الوطني المتحف الأول من نوعه والأحدث على مستوى الشرق الأوسط، وذلك في المقر الرئيسي للبنك. ويتميَّز متحف البنك الوطني باستخدامه التقنيات التفاعلية السمعية البصرية في عرضه لمجموعة واسعة من الوثائق النادرة والمقتنيات القديمة والفريدة التي تعرّف بتاريخ الكويت ومراحل تأسيس ونشأة البنك الوطني كأول مصرف محلي وأول شركة مساهمة في الكويت ومنطقة الخليج.
ويحتوي متحف البنك الوطني على مجموعة واسعة من الوثائق والمستندات التاريخية النادرة الى جانب الأجهزة والآلات المصرفية القديمة والعديد من المقتنيات الاثرية الهامة. واستغرق انجاز المتحف ثلاث سنوات حيث استعان البنك الوطني بخبرات شركات عالمية متخصصة في مجال تأسيس وهندسة المتاحف، بهدف طرح مفهوم جديد للعرض يواكب التطور التقني ويحفظ الهوية التاريخية للمكان، ويجمع المتحف بين الطريقة التقليدية لعرض المستندات الاصلية والعرض بواسطة الشاشات المتعددة الاستخدامات لإضافة العنصر التفاعلي الحيوي الى العرض.
ويقسم المتحف الى عدة اقسام، ويحتوي كل قسم مرحلة تاريخية تتناول تأسيس ونشأة البنك الوطني وتطوره كما توثق مراحل مختلفة من تاريخ الكويت القديم والحديث، بالإضافة الى مراحل توثيقية هامة من مراحل تأسيس البنك الوطني منذ صدور المرسوم الأميري القاضي بتأسيسه، ومروراً بأزمة سوق المناخ وأزمة الغزو العراقي الغاشم، ووصولاً الى الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية.
الصور: