
كانت مجريات جلسة سوق الكويت للأوراق المالية «البورصة» مفاجئة لعموم المتداولين أمس حيث شهدت تراجعا كبيرا لاسباب متنوعة تصدرتها الضغوطات البيعة وعزوف كبار المتداولين المضاربين وانتشار الشائعات حول موقف شركات متعثرة في الافصاح عن يبيانتها المالية.
وعلى الرغم من ان المؤشر السعري فقد توازنه ليقبع في المنطقة الحمراء الا أن هناك من يرى ان الفرص مواتيه استثماريا خاصة بعد تدني المستويات السعرية للاسهم التي عكستها السيولة النقدية التي مازالت تراوح مكانها خاصة في وقت غابت فيه التداولات المختارة من جانب بعض المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية التي في ما يبدو منشغلة بالاستثمار في اسوق مال اقليمية لتعويض جفاف السوق الكويتية.
وبعيدا عن حال التباين في منوال الاداء على مدار الجلسة فقد كانت الاسهم متدنية القيمة «الـ 100 فلس» هي المسيطرة في الجلسة رغم عشوائيات الاوامر لا سيما في فترة المزاد التي عادة ما تحاول تقليص خسائر المؤشر السعري بتحركات سريعة من جانب من يقتنص فرصا ما ويكون قراره سريعا ما يؤثر على تحويل دفة المؤشر السعري صعودا او هبوطا.
وكان المؤشر السعري قد خسر في الجلسة 146.9 نقطة ليقفل عند مستوى 7493.6 نقطة من خلال كميات اسهم متداولة بلغت 235.4 مليون سهم تمت عبر 5915 صفقة وبقيمة نقدية بلغت 25.4 مليون دينار ما يعني استمرار نفس وتيرة شهر فبراير رغم التوقعات التي كانت تشير الى ان شهر مارس سيكون افضل.
يذكر ان تقريرا اقتصاديا متخصصا ذكر ان السوق قد أنهى تداولات شهر فبراير على تباين لجهة إغلاق مؤشراته الثلاثة حيث تراجع المؤشر السعري على وقع عمليات البيع التي استهدفت عددا من الأسهم الصغيرة في السوق بهدف جني الأرباح وذلك بعد الارتفاعات التي حققتها تلك الأسهم في شهر يناير الماضي.
ونجح كل من المؤشرين الوزني و«كويت 15» في تحقيق مكاسب جيدة بنهاية الشهر السابق بدعم من موجة الشراء التي تركزت على بعض الأسهم القيادية والتشغيلية خاصة تلك التي أعلنت نتائج مالية ايجابية عن العام المالي 2013.
وفي تعليقة على أداء جلسة قال «إبراهيم الفليكاوي» أن هناك بعض الأسباب وراء التراجع الذي نشهده في السوق الكويتي على مدار جلستي أمس و، ومنها النسحاب الشركات لعدم الرغبة في البقاء في السوق، وكذلك انسحاب المستثمرين لقلة الفرص في السوق الكويت وتواجدها في أسواق أخرى، أيضاً من ضمن هذه الأسباب الصدام العام مع قوانين الهيئة كرسالة للهيئة حتى تفهم ما يراد توصيله ولكن بدون أي جدوى.
من ضمن الأسباب أيضاً امؤدية إلى هذا التراجع رفع ورقة إلى مجلس الأمة لمطالبة بتعديل قوانين الهيئة، وخروج المضاربين الفاعلين من السوق وعزوفهم عن المضاربة، ومن بين هذه الأسباب خروج المحافظ النشطة من السوق وابتعاد المحافظ الاجنبية، وعدم الرغبىة في الاستثمار لعدم وجود شفافية أو حماية.
بالاضافة إلى هذه الأسباب نضيف سبب عام وهو تزامن التراجع مع أسواق الخليج بسبب الزمة الروسية الاوكرانية.
ومن جانبة يرى «أمير منصور» مدير ادارة الاصول لشركة استثمارية أن الأخبار عن الأزمة الروسية الاوكرانية والتي تشير إلى احتمالية نشوب حرب تعتبر من أهم الأسباب المؤثرة في السوق والتي معها شهدنا هذا التراجع، متوقعاً أن يكون هناك ارتدادة قوية للأسواق قريباً.
واغلق سوق الكويت للاوراق المالية «البورصة» تداولاته على انخفاض في مؤشراته الثلاثة بواقع 146.9 نقطة للسعري و3.52 نقطة للوزني و«كويت 15» بواقع 6.59 نقطة.
وبلغت قيمة الاسهم المتداولة عند الاغلاق حوالي 25.4 مليون دينار كويتي بكمية أسهم بلغت نحو 235 مليون سهم من خلال عدد صفقات بلغ 5915 صفقة.
وعلى الجانب الآخر، أنهى المؤشر الوزني جلسة على تراجع نسبته 0.76 في المئة بعد أن أغلق عند مستوى 460.00 نقطة ليفقد من رصيده 3.52 نقطة، كذلك مؤشر «كويت 15» فقد جاء على تراجع بنسبة 0.60 في المئة مغلقاً عند مستوى 1091.88 نقطة وخسائر 6.59 نقطة.
نمو التداولات
شهدت تعاملات جلسة نمو في حركة تداولات البورصة الكويتية، حيث جاءت الأحجام على تراجع إلى 240.3 مليون سهم تقريباً مقابل نحو 174.7 مليون سهم في الجلسة السابقة بنمو نسبته 37.6 في المئة.
كذلك قيم التداول فقد جاءت هي الأخرى على ارتفاع لتبلغ 25.7 مليون دينار، مقابل 23.8 مليون دينار في الجلسة الماضية بتراجع نسبته 7.9 في المئة.
وبالنسبة للصفقات ، فبلغ عددها عند الإغلاق 6109 صفقة مقابل 4364 صفقة في الجلسة السابقة بارتفاع نسبتة 39.9 في المئة.
أنشط القيم
استطاع سهم «الامتياز» أن يتصدر قائمة أنشط تداولات البورصة الكويتية على مستوى الكميات، حيث بلغ حجم تداولاته في نهاية تعاملات 17.4 مليون سهم تقريباً جاءت بتنفيذ 250 صفقة حققت قيمة تداول بحوالي 1.3 مليون دينار، مع تراجع السهم عند مستوى 73 فلساً.
أما عن القيم فقد تصدرها سهم «بيتك»، بقيم تداول بلغت في نهاية تعاملات 3.1 ملايين سهم تقريباً جاءت بتنفيذ 92 صفقة، وأحجام تداول بحوالي 3.7 ملايين دينار، مع تراجع السهم عند مستوى 840 فلساً.
متصدر التراجعات
تصدر سهم «بحرية» قائمة أعلى ارتفاعات بالبورصة وذلك بعد أن ارتفع عند الإغلاق بنسبة 6.2 في المئة بإغلاقه عند مستوى 170 فلساً، تلاه سهم «يوباك» بنسبة 5.8 في المئة وسعر 730 فلساً، وحل بالمرتبة الثالثة سهم «مدار» بارتفاع 5.7 في المئة وسعر 55 فلساً.
أما عن أكثر الأسهم تراجعا بجلسة فكان سهم «فلكس» بنسبة تراجع 17.6 في المئة ليغلق عند مستوي 140فلساً تلاه سهم «جيران ق» بانخفاض نسبته 9 في المئة بإغلاقه عند مستوى 50 فلساً، وكذلك سهم «المدن» تراجع بنسبة 8.8 في المئة، ومستوى سعري 104 فلوس.
قطاعات تتراجع
وبالنسبة لأداء قطاعات السوق فقد جاء على معظمها على تراجع، حيث تراجعت مؤشرات 11 قطاعات من أصل أربعة عشر مُدرجة بالبورصة، وقد تصدر هذه التراجعات قطاع «تكنولوجيا» بتراجع نسبته 3.5 في المئة،تلاه قطاع «العقارات» بتراجع نسبتة 3 في المئة ، وحل ثالثاً قطاع «خدمات مالية» بتراجع 2.9 في المئة، أما عن الارتفاعات فقد اقتصرت على قطاع واحد فقط هو قطاع «مواد أساسية» 0.5 في المئة، واستقر قطاع «أدوات مالية»، وقطاع «منافع».