اكد المدير العام للمعهد العربي للتخطيط الدكتور بدر مال الله اهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في عملية النمو للعجلة الاقتصادية مبينا ان تلك المشروعات ليست مستحدثة على السوق بل كانت مطروحة في الثمانينات حيث كانت عنصرا اساسيا لتعزيز القدرة التنافسية في الاسواق.
وقال الدكتور مال الله في كلمته في «ملتقى الكويت الاستثماري الثالث» امس ان المشروعات الصغيرة والمتوسطة باتت محركا اساسيا للنمو الاقتصادي في معظم بلدان العالم مبينا ان المشروعات الصغيرة ليست نوعا من الترف و لا ينبغي النظر اليها الا من خلال كونها مكونا اساسيا للاقتصاد الوطني.
واستعرض بعض التحديات التى تواجه هذه المشروعات ومنها اوضاع المالية العامة و سوق العمل والقدرة على الاصلاحات الاقتصادية و هيمنة النشاط الحكومي على الاقتصاد وغياب دور القطاع الخاص المنوط به.
وذكر ان الشباب الكويتي يمثل 70 في المئة من الكويتيين ويعتبر المحرك الاساسي للاقتصاد لذا ينبغي امتلاك فلسفلة واضحة لعمل المشروعات الصغيرة وإيجاد سياسة واضحة وتوفير بيئة استثمارية جيدة للاستفادة من قدراتهم مضيفا ان المعهد تقدم بمبادرة خاصة تعزز المحور الثقافي وتبني القدرات الوطنية كما تعمل على ادارة الحاضنات للمبادرين الشباب.
من جهته دعا مدير ادارة المشروعات الصغيرة في «برنامج اعادة هيكلة القوى العاملة» فارس العنزي الى ترتيب فرص استراتيجية لاستثمار طاقات الشباب مضيفا ان المشروعات الصغيرة تحتاج الى اصلاح الخلل في هيكل سوق العمل حيث يبلغ عدد الكويتيين في القطاع الحكومي 96 في المئة في حين يعمل في القطاع الخاص 4 في المئة.
وذكر ان 85 الف كويتي يعملون في القطاع الخاص مبينا ان المشروعات الصغيرة تعتبر الحل السريع لمشكلة الكويت الاقتصادية في سوق العمل.
ودعا الى خلق المزيد من فرص العمل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة والاهتمام بمخرجات التعليم وتغير نوعية وثقافة الشباب الكويتي من جانب الجهات ذات الاختصاص.
من جانبه قال عضو «الصندوق الكويتي للمشاريع الصغيرة» داوود معرفي ان الصندوق سيوفر وفقا للقانون مميزات سيستطيع المبادر الاستفادة بها مبينا انها تكمن في توفير الاراضي والمساهمة في الدورة المستندية وتوفير الحاضنات وتأهيل المبادرين ودراسات الجدوى والاعفاء الجمركي.
من جهته اكد الوكيل المساعد لقطاع الشباب في وزارة الدولة لشؤون الشباب فواز الحصينان اهمية الدور الذي تقوم به الوزارة منذ مرسوم تأسيسها مؤكدا انها تهدف الى رفع القدرة التنافسية عند الشباب .
وأضاف ان المشروعات الصغيرة والمتوسط في امس الحاجة الى الواقعية وتقديم الحلول المنطقية القابلة للتطبيق وان ذلك لن يأتي من دون الاهتمام بالقوة الوطنية وقدرة الابتكار داعيا الى تعزيز الثقافة ووضع الدراسات التوضيحية لتحديد مكامن الخلل مع الجهات ذات الصلة .
وفي الجلسة الثانية من الملتقى التي عقدت بعنوان «تطلعات وتحديات المبادرين في المشروعات الصغيرة» تحدث المبادرون عن تجاربهم الشخصية في المشروعات الصغيرة وعما اذا كانت بديلا عن الوظائف الحكومية في الكويت وعن تطلعات وتحديات مشروعاتهم في ضوء ازمة مالية اثرت على العائد من مشروعاتهم منذ عام 2008.
وقال المبادر محمد العنجري الذي انشأ مصنعا خاصا في شرق اسيا لملابس خاصة كويتية ان الامر تطلب منه توظيف عدد من العاملين هناك وتسويق منتجاته في شرق اسيا ومنها الى العالم الا ان الازمة العالمية لم تمهله فأودت بكامل استثماراته هناك فأغلق المصنع.
واضاف انه عاد من جديد ليعمل في السوق الكويتي فوجد دعما من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومن الجهات الحكومية بشكل عام مضيفا انه صار حاليا بعد اربع سنوات يملك اربعة فروع لإنتاج الملابس وخمسة فروع للمطاعم وهو ما يعني ان التصميم على النجاح يمكن ان يتغلب على المصاعب مادام هناك دعم من الدولة.
من جهته قال المبادر احمد الحزامي انه في البداية يكون العمل لدى الحكومة او القطاع الخاص اكثر جدوى ماديا وبمرور الوقت يزداد عائد المشروعات الصغيرة مضيفا انه استطاع رغم الصعاب التي واجهته تحقيق نجاح في مشروعاته والانطلاق الى دول الخليج اضافة الى توطين رؤوس الاموال في الكويت واستثمار جزء منها في دول الخليج.
يذكر ان الملتقى الذي يستمر يومين سيناقش غدا موضوعات منها دور الكويت كمركز مالي وتجاري بين البنية التحتية لقطاع الاستثمار وجاذبية الكويت الاستثمارية واسس وقواعد الاستقرار الاقتصادي و الاستثمارات النفطية ومشتقاتها في الكويت.