اقتصاد

انطلق أمس في العاصمة البحرينية المنامة “ملتقى تعزيز دور المغتربين الهنود” الذي ينظمه “مركز تيسير أعمال المغتربين الهنود” بهدف توطيد العلاقات التجارية بين البلدين واستكشاف فرص الاستثمار الحصرية في الهند، وذلك بمشاركة ما يزيد على 400 من أبناء الجالية الهندية في البحرين وكبار قادة الأعمال والقطاعات المختلفة من المملكة. ويعد الملتقى منصة فريدة لتعميق علاقات الاستثمار والتجارة بين البلدين، وتعزيز المجالات الاستثمارية في الهند، وحفز مشاركة المغتربين الهنود مع المجتمع الحيوي المتنوع لبلدهم الأم.
وشهد الملتقى حضوراً مميزاً لمعالي سوشما سواراج، وزيرة شؤون المغتربين الهندية؛ ومعالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين؛ وسعادة المهندس كمال بن أحمد محمد، وزير المواصلات والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية في البحرين؛ وبريم نارين، وكيل وزارة شؤون المغتربين الهندية ورئيس “مركز تيسير أعمال المغتربين الهنود”؛ وتشاندراجيت بانيرجي، المدير العام لاتحاد الصناعات الهندية والرئيس المشارك في “مركز تيسير أعمال المغتربين الهنود”.
وتضمّن الملتقى تقديم سلسلة من العروض التوضيحيّة التي تناولت فرص الأعمال بين الهند والبحرين وركزت على قطاعات متنوعة مثل الرعاية الصحية، والسياحة الطبية، والأدوية، والصناعات الغذائيّة، والبنية التحتية الزراعية.
وفي إطار فعاليات الملتقى، قدمت ولاية كيرالا الهندية - ممثلةً بمؤسسة “نوركا روتس” – سلسلة مبادرات خاصة بالمغتربين الهنود. وناقش “بنك الاحتياطي الهندي” وعدد من البنوك الرائدة إطار العمل الخاص بالسياسات الداعمة لتسهيل الاستثمارات والتعاون الاقتصادي مع الهند.
كما شاركت “دائرة السياسات الصناعية والترويج الهندية” (DIPP) للمرة الأولى في الملتقى، حيث أطلعت المشاركين على إطار العمل الناظم لسياسات الاستثمار في الهند، وبعض مشاريع البنية التحتية المميزة مثل “الممر الصناعي دلهي- مومباي” (DMIC). وخلال الملتقى، حظي مشروع (eBiz) الطموح - الذي أطلقته “دائرة السياسات الصناعية والترويج الهندية” لتسهيل الإجراءات ومنح الموافقات عبر منصة واحدة - بالكثير من الإشادة والتقدير.
وفي معرض كلمتها الافتتاحية التي أكدت فيها على الدور المهم للمغتربين الهنود والحاجة لجعلهم جزءاً من مسيرة التنمية في الهند، قالت معالي سوشما سواراج: “إن حكومة الهند تؤكد التزامها الراسخ بتنشيط عجلة النمو مجدداً، واعتماد سياسات واضحة لضمان توفير بيئة أعمال تتسم بالسرعة والشفافية وتعتمد على القرارات المدروسة. وقد بدأنا نلمس اليوم نتائج إيجابية بعد 100 يوم فقط من إعلان الحكومة الهندية الجديدة؛ حيث يظهر نمو الناتج الإجمالي المحلي مستويات مبكرة من الانتعاش. وينحصر اهتمامنا بالدرجة الأولى على تحقيق النمو واعتماد أرقى معايير الحوكمة والشفافيّة مع التركيز أيضاً على قطاعات التصنيع والبنية التحتية والتجارة”.
وأضافت سواراج: “يسلّط هذا الملتقى الضوء على آمال الحكومة الهندية الجديدة، والتي تجلّت في أصوات الناخبين الذين صوتوا لاختيارها مؤخراً؛ وينطوي ذلك الفوز الكبير على جملة من المسؤوليات الكبيرة”.
وخلال ترحيبها بهنود الخارج، قالت سواراج: “ندعوكم اليوم لزيارة بلدكم الأم والمساهمة في بناء صناعاتها ودعم طموحاتها في دفع عجلة النمو قدماً؛ فالأمور تشهد تحولاً جذرياً في الهند، وستختبرون ذلك بأنفسكم. وقد أشار رئيس وزراء بلادنا خلال زيارته الأخيرة لليابان أن الحكومة الجديدة ستذلل جميع العقبات الروتينية، وسيكون مجال المشاركة مفتوحاً أمام الجميع”.
بدوره، قال المهندس كمال بن أحمد محمد “إن اختيار البحرين لاستقبال معالي السيدة سوشما سواراج، وزيرة شؤون المغتربين الهندية، في أول زيارة لها إلى دول مجلس التعاون الخليجي يسلط الضوء على قيمة وأهمية العلاقات المشتركة بين البلدين”. وأضاف محمد: “ستواصل المملكة دعم أهداف ’مركز تيسير أعمال المغتربين الهنود‘ وجهود توطيد العلاقات التجارية الثنائيّة. وإن افتتاح مكتب تابع لاتحاد الصناعات الهندية في البحرين من شأنه حفز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين؛ إذ تعتبر الهند واحدة من أهم الأسواق الناشئة، ولطالما كانت من أقوى الشركاء التجاريين للبحرين”.
من جانبه، قال بريم نارين، وكيل وزارة شؤون المغتربين الهندية ورئيس “مركز تيسير أعمال المغتربين الهنود”: “لطالما اتخذت الهند خطوات مهمة لتوفير بيئة استثمارية ومؤسسات تتيح بناء علاقة تكافلية مجزية للطرفين مع المغتربين. وقد ساهمت وزارة شؤون المغتربين الهندية - مع مؤسساتها المختلفة مثل ’مركز تيسير أعمال المغتربين الهنود‘ وبالتعاون مع الهيئات الرائدة في القطاع – بتوفير إطار عمل داعم للشراكات الاقتصادية؛ كما نجحت بترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية للهنود في الخارج، وجمعيات المغتربين، والمساهمين التجاريين، والقطاع، والحكومات؛ وذلك للحصول على المعلومات، وإقامة الشراكات، وحل جميع المسائل المتعلقة بالهنود المغتربين”.
وأضاف نارين: “لطالما كانت هناك علاقات تجارية وطيدة بين الهند والبحرين، ولكن الوقت حان اليوم كي يستكشف رواد الأعمال من كلا الطرفين فرصاً وقطاعات جديدة لتعزيز أواصر التجارة الثنائية. ويضمن وجود قادة كبار من البلدين توفير بيئة داعمة ومواتية للعمل في آنٍ معاً. ويعد ’ملتقى تفعيل دور المغتربين الهنود‘ مبادرة مهمة في هذا السياق لتعزيز المنفعة المتبادلة مع الهنود المغتربين في البحرين”.
وباعتبارها خطوة مهمة لتوطيد العلاقات الثنائية واستكشاف فرص جديدة للتعاون، وقع “مركز تيسير أعمال المغتربين” مذكرتي تفاهم مع مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين و”الجمعية البحرينية الهندية”. وقد دعا السيد تشاندراجيت بينرجي إلى تعاون منظم مع الهنود المغتربين في البحرين لتفعيل دورهم في مسيرة نمو الهند، فقال في خطابه الترحيبي: “ترتكز علاقة الصداقة بين الهند والبحرين على الروابط العريقة والمصالح المشتركة التي تجمع البلدين. وقد أتاحت زيارة جلالة ملك البحرين إلى نيودلهي في فبراير الماضي تأسيس ركيزة جديدة للتعاون الثنائي بينهما. ونتيجةً لهذه العلاقة الوطيدة، تمكن ’مركز تيسير أعمال المغتربين الهنود‘ اليوم من تنظيم أول فعالية له في الخارج لعام 2014 هنا في البحرين”.
وأراد بينرجي من خلال كلمته توجيه رسالة واضحة للمغتربين الهنود وبقية المستثمرين في أنحاء العالم ممن ينشدون فرصاً للتعاون الاقتصادي مع الهند، حيث أضاف قائلاً: “مع تجدد اهتمام المستثمرين بتطوير الهند، نود من أصدقائنا الخليجيين المشاركة بشكل أكبر في دفع عجلة نمو الاقتصاد الهندي. كما نرحب بالجميع هنا وخصوصاً المجتمع الهندي، وندعوهم لتولي زمام المبادرة في المساهمة ببناء الهند الجديدة وتوطيد علاقات التعاون بين البلدين”.
وبمشاركة كوكبة من قادة الأعمال والقطاع ممن حضروا “ملتقى تفعيل دور المغتربين الهنود”، نجح منظمو الحدث بتوفير منصة ملائمة لتعريف المجتمع الهندي في البحرين والبلدان المجاورة لها بفرص الاستثمار والتجارة المتاحة في الهند والتي تبشر بتحقيق مكاسب مجزية لشركاتهم. ويستعد “مركز تيسير أعمال المغتربين” اليوم لاستضافة “يوم الهنود المقيمين في الخارج” خلال الفترة 16 – 18 أكتوبر 2014.