
اعرب المصمم المعماري الايطالي العالمي ايتالو روتا عن اعتزازه الكبير بخوض تجربة تصميم جناح الكويت في معرض (اكسبو ميلانو 2015).
وقال روتا بمكتبه في قلب مدينة ميلانو عاصمة الموضة والتصميم الايطالي حول التفاعل الابداعي الذي صاحب ميلاد واستلهام فكرة الجناح المبتكرة وتجسيد تصميمها « ان تجربته مع دولة الكويت «كانت تجربة انسانية استثنائية» استشعر فيها بروح من المودة الصادقة والتلقائية التي لم يعرفها في سائر البلاد التي سبق أن زارها.
واوضح انه خلال سعيه لاستيعاب واستشفاف روح وواقع الكويت كي «يحكيه» عبر تصميمه المعماري في أكبر معرض عالمي في القرن ال21 وجد بلدا ذا دور عالمي شديد الخصوصية حيث أنه وبالاضافة الى سائر أنشطته الانمائية الصناعية والمالية المبهرة فهو «بلد يستثمر في المستقبل».
واعرب عن تقديره العميق لاكتشافه الكبير لدور الكويت وما تساهم به من مشروعات تشمل كافة مناطق العالم لاسيما تلك الموجهة لمساعدة الناس والفقراء على الاعتماد على أنفسهم بتمويل مشروعاتهم الصغيرة وفي بناء مؤسسات اجتماعية وتمويلية في البلدان النامية «كي يكون العالم أفضل».
وقال ان ذلك الاكتشاف الأكبر لحقيقة الكويت المتميزه وطبيعتها ودورها الفريد الذي أصبح أيضا محور فكرة جناح الكويت ألا وهو «كيف نبني معا المستقبل».
وشرح روتا أحد أبرز المعماريين المعاصرين المرموقين فكرة تصميم الجناح التي يدور مركزه حول «قصتها مع المياه» ومن حولها باقي الانجازات التي حققتها الكويت بتطوير انتاج ما أسماه «مواد غذائية» لا تقتصر على الزراعة بل ومزارع مائية وأبحاث صحية وطبية تتعلق بالغذاء وهو ما يجعل من جناح الكويت «جناح بالغ التركيب بعناصره المتشابكة غني بما يحتويه من موضوعات جادة».
وأوضح أن الجناح بشكله الابداعي المبتكر يعتبر «مركبا فنيا» أكثر من كونه «عملا معماريا» حيث يقوم برواية هذه الموضوعات التي تعبر عن طاقة الكويت في تحدي الطبيعة وتطويعها بالاستثمار العلمي الثاقب الموجه نحو المستقبل.
واشار الى أن جناح الكويت هو «مزيج من التكنولوجيا والحكمة اذ لم تعد التكنولوجيا وحدها كافية لحل المشكلات بل ثمة حاجة الى كثير من الحكمة لا سيما أمام حالات قصوى مثل الأبحاث الجديدة حول تحلية المياه».
وأوضح روتا ان جناح الكويت الذي يستوعب 11 ألف زائر يوميا سيتيح لزواره تقاسم تجربة تفاعلية غنية تشبه «سوق كبير للمستقبل» حيث تتجاور فيه البهارات وروائحها وألوانها المعبرة عن تراث حي بحانب أجهزة ومعدات تحلية المياه وتختلط بداخله الملابس التقليدية مع أحدث الأجهزة في سياق تفاعلي وتعايش من شأن تطوير ابتكارات كثيرة في تفاصيل الحياة اليومية الصغيرة مثل تكنولوجيات المسقبل الكبرى.
وحول انطباعه كواحد من رواد العمارة المجددين عن المجتمع الكويتي الحديث ومعايشته قال ايتالو روتا ان أول ما شد انتباهه في الكويت هي «البيوت المفتوحة على الدوام والترحيب ثم مستوي النقاش في مجتمع منفتح ومعاصر مع ولع خاص بالمستقبل».
وخلص الى أن ما نضج لديه عن تلك التجربة هو أن المجتمع الكويت المستهلك الكبير للمياه وكذلك فن العمارة الذي سيدرك سريعا أن هناك الكثير الذي يتعين عمله بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة كي تتحول الصحراء من مشكل الى فرصة وذلك بالبدء في برامج لموازنة استهلاك المياه والكهرباء.
وفي هذا السياق اعتبر أن فكرة وتصميم جناح الكويت بمثابة ثمرة التقاء بين تكليفه تنفيذ لمشروع معماري مطلوب وبين العمل سويا بالتعاون مع المسؤولين المشرفين على مشاركة الكويت الهامة التي قال ان توليه هذه المهمة أتاح لي فرصة استثنائية «بالذهاب الى الكويت لتكتشف بلدا بل والأهم أنك تكتشف شعبا ومجتمعا استثنائيا».
واعرب عن اعجابه بما أنجزته الكويت ويجهله الكثير في العالم حيث «استثمر الكويتيين عبر نصف قرن في أنفسهم لتصبح لديهم موارد بشرية لا تنضب» في عالم أصبح العنصر الانساني أهم محركاته.
واعتبر ان مشاركة دولة الكويت في معرض (اكسبو ميلانو 2015) الذي سيفتح أبوابه في أول مايو المقبل فرصة فريدة للتواصل مع العالم وادراك الاسهام الكبير في تطورها.
ويقام جناح دولة الكويت الذي يحمل عنوان (تحدي الطبيعة) في موقع متميز بين أجنحة الدول المتقدمة الرئيسية حيث يقع بين جناحي ألمانيا والولايات المتحدة على مساحة اجمالية تبلغ 2790 متر مربع بطول 140 مترا وعرض نحو 20 مترا تشغل الانشاءات المعمارية منها مساحة 1423 مترا مربعا بطول 94 مترا وعرض 15 مترا وبواجهة خارجية تبلغ 1100 متر مربع بينما يبلغ أقصى ارتفاع الجناح 12 مترا على ثلاثة طوابق سيقوم على تشغيله 300 عنصر على مدار الساعة.