
وقّعت رسمياً كل من شركة ليماك للإنشاءات ووزارة الأشغال العامة عقد إنشاء وتأثيث وصيانة مبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي (المبنى 2)، وذلك بحضور وزير الأشغال العامة علي العمير، ورئيس الإدارة العامة للطيران المدني فواز الفرح، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة ليماك التركية للإنشاءات سوزاي باكاكسيز.
وستستغرق فترة الإنشاء ست سنوات للمطار الجديد الذي تم تصميمه من قبل شركة الهندسة المعمارية العالمية «فوسترز آند بارتنرز» والذي سيستوعب 25 مليون مسافر سنوياً من خلال 51 بوابة تخدم الطائرات وتستوعب 21 طائرة من طراز (A380) في وقت واحد. كما صمّم المطار ليكون أحد أكثر مطارات العالم تطوراً وجاذبية من خلال توفير آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا وأحدث المعايير البيئية والخدماتية لتحقيق مستويات راحة عالية. وبذلك سيصبح المطار بوابة تعكس النهضة الاقتصادية والعمرانية القائمة في مختلف القطاعات في الكويت، وصرحاً معمارياً يرتقي لطموح الشعب الكويتي وتطلعاته.
يذكر أن شركة ليماك للإنشاءات قد فازت بالعقد بعد أن تقدمت بأقل عطاء من بين الشركات وحازت على المشروع في بيئة تنافسية وشفافة. وهي إحدى شركات «مجموعة شركات ليماك»، المجموعة الرائدة في أعمال الإنشاء تعمل في 17 دولة حول العالم وتوظّف أكثر من 50 ألف موظف. ومن مشاريع الشركة إنشاء وإدارة المطارات، ومشاريع البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والسدود العملاقة ومنشآت الطاقة.
وقال نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ليماك القابضة سيزاي باكاسج: «إنه لشرف كبير أن يتم اختيارنا لإنشاء المبنى الجديد لمطار الكويت الدولي. أود أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل إلى الكويت حكومةً وشعباً على ثقتهم في شركتنا، وإعطائنا هذه الفرصة القديرة لنبني معاً البوابة الجديدة للكويت.»
وأضاف باكاسج قائلاً: «بالنسبة لنا إنّه ليس مجرد مشروع إنشاء مطار جديد فحسب، بل إنّه رابط مهم بين الكويت وتركيا له أبعاد اقتصادية واجتماعية ستتوطد وتزدهر بفضل هذا المشروع. بالإضافة إلى التكنولوجيا الجديدة التي سندخلها في المشروع، سنحرص أيضاً في شركة ليماك للإنشاءات على نقل المعرفة المتعلقة بها وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الكويتي، كما سنحرص على الاعتماد على المورديين المحليين لمواد الخام وذلك للاستثمار في البلاد ولتعزيزعجلة الاقتصاد المحلي وازدهار الشركات المحلية العاملة في قطاع الإنشاءات والمقاولات، فضلاً عما سنقوم به من تدريب وتأهيل الكويتيين من خلال تقديم مختلف المبادرات التعليمية وتمكينهم من المشاركة الفعالة في قيادة هذا المشروع الكبير، وذلك وفق ما وضعناه من خطة تنفيذية للسنوات الست القادمة وما بعدها.»
يهدف المطار الجديد إلى أن يصبح من أوائل المطارات في العالم التي تحصل على شهادة القيادة الذهبية في الطاقة والتصميم البيئي لفئة مباني الركاب، حيثُ أنّه سيجمع بين الخصائص الحرارية من الهيكل الخرساني مع قبة كبيرة تكسو سطح المبنى مكونة من 66,000 لوح من الخلايا الضوئية لحصاد طاقة شمسية قادرة على توفير 12 ميغاواط من الطاقة لتغذي المطار جزئياً، مما سيساعد في تخفيض تكلفة تشغيل وصيانة المبنى. كما يتخلل سقف المبنى فتحات زجاجية تعمل على تنقية ضوء النهار وانحراف الإشعاع الشمسي المباشر. ولضمان أن تكون تجربة السفر على مستوى عالٍ من الرفاهية تم اختيار عناصر التصميم الداخلي بناء على ملاءمتها وأدائها البيئي بحيث ستتضمن مظلة السقف حوالي 8000 منور يخدم ثلاثة وظائف وهي إدخال ضوء النهار، ودمج الإنارة الاصطناعية والعمل كمصائد صوتية لتحسين جودة الصوت داخل مبنى الركاب. وهذه الفتحات مكسية بصفائح معدنية ذهبية اللون، تعمل على انعكاس أشعة الشمس، وتتكون هذه التكسية من ثقوب مغلفة برغوة لامتصاص الصوت، مما يحسن من الأداء الصوتي. وتم دمج وحدات الإضاءة في هذه الفتحات، بحيث تسمح لها بالعمل كمعلقات إضاءة في الليل.
أبرز بيانات وخصائص المشروع:
• العميل: وزارة الأشغال العامة - الكويت
• شركة التصميم: شركة «فوسترز آند بارتنرز» بالتعاون من «دار مستشارو الخليج» للاستشارات الهندسية
• شركة الإنشاء: شركة ليماك للإنشاءات
• قيمة العقد: 1.312 مليون دينار كويتي (أقل عطاء)
• مساحة مبنى الركاب: 708,000 متر مربع
• مدة التنفيذ: 6 سنوات
• القدرة الاستيعابية للمسافرين: 25 مليون مسافر سنوياً
• القدرة الاستيعابية للطائرات: السعة الأولية 51 بوابة ومنصة مع القدرة على خدمة 21 طائرة من طراز (A380) في وقت واحد
• الاعتماد: حاصل على تصنيف A لفئة مستوى الخدمة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)
• سبل حفظ الطاقة: يهدف المطار إلى أن يصبح من أوائل المطارات في العالم التي تحصل على شهادة ليد الذهبية للقيادة في الطاقة والتصميم البيئي
أبرز بيانات وخصائص مرحلة الإنشاء:
• سوف تتبع الشركة سياسة مشتريات للمواد الخام تعتمد على الموردين المحليين وذلك للاستثمار في البلاد ولتعزيزعجلة الاقتصاد المحلي، كما ستخلق فرص عمل لأكثر من 50 شاباً بمتطلبات عالية للكويتيين ذوي الكفاءة
• سيتطلب المشروع أكثر من مليون متر مكعب من الخرسانة وأكثر من 100 ألف طن من الفولاذ الهيكلي، التي سيتم شراؤها محلياً
• سوف توفر شركة ليماك فرص التدريب والتأهليل للموظفين المحليين
• سوف تتيح شركة ليماك لطلبة الهندسة والتصميم وإدارة الأعمال فرص للمشاركة في المشروع والتعلم بشتى السبل ومواكبة مختلف مراحل تطوّره
تصميم المطار الجديد:
الفكرة المعمارية: يتكون تصميم مبنى الركاب من مخطط ثلاثي الأفرع ذو ثلاثة أجنحة متناظرة تضم بوابات المغادرة. كل واجهة تمتد بطول 1.2 كيلومتر وتنبسط بإثارة من مساحة مركزية بارتفاع 25 متراً. ويوازي مبنى الركاب ما بين هذه المساحة المركزية الواسعة وتصميم متسق مع النطاق البشري، ولتسهيل الانتقال داخل المبنى تم مراعاة الحد من التغيير المتباين في مناسيب الأرضيات. وللمساهمة في توجيه وإرشاد المسافرين داخل المطار، تم تصميم المبنى تحت قبة سقف واحد، تتخلله فتحات زجاجية تعمل على تنقية ضوء النهار، في حين تعمل على انحراف الإشعاع الشمسي المباشر. وتمتد المظلة لتظلل ساحة المدخل الواسعة تدعمها أعمدة خرسانية مستدقة الشكل. وتستلهم أشكال المظلة العضوية السلسلة من التناقض ما بين صلابة الحجر وانسياب حركة القوارب الشراعية التقليدية في الكويت.
التصميم الخارجي: تتمحور فكرة التصميم الخارجي في الانتقال من محيط يحاكي واحة خضراء أمام مبنى المطار مباشرة إلى بيئة صحراوية تندمج مع المنطقة المحيطة بها، حيث سيتم استخدام نباتات من الأنواع المحلية المتكيفة مع طبيعة الكويت لإنشاء حدائق غنية، وذات كفاءة في استهلاك المياه. وستغطي الحدائق مواقف السيارات وغيرها من المباني المجاورة والخدمات لخلق شعور من الاستمرارية.
وقد حرص المصمم أن تكون النقطة المحورية لمبنى الركاب هي الواحة، والتي ستعطي الانطباع الأول لدولة الكويت لدى الزوار. كما ستعزز العناصر المائية من تجربة المسافر خلال مرحلة انتقاله حيث سيتم تركيزها عند المناطق المخصصة للمشاة لتحسين المناخ المحلي وخلق جو لطيف.
التصميم الداخلي: يعتبر التصميم الداخلي للمبنى مثال للكفاءة العملية والبيئية ويعكس احتياجات العديد من مستخدمي المطار، سواء العاملين منهم أو الزوار. وسيوفر المطار تجربة مريحة لجميع المسافرين. وقد روعي في التصميم أن يكون المطار ذو كفاءة وسلاسة وسهل الاستخدام قدر الإمكان، من خلال دمج استراتيجيات واضحة للاسترشاد باستخدام مسارات حركة مباشرة، ومراعاة المتطلبات الفردية والشخصية للمستخدمين المختلفين، بالإضافة إلى زيادة الإطلالة على الجانب الجوي، وإدراج مكونات تراثية لتوفير بوابة عصرية مناسبة للكويت.
تصميم السقف
تم تصميم المبنى تحت مظلة سقف واحد، والتي تضم فتحات للإضاءة مبنية على أسس الهندسة المعمارية الإسلامية التقليدية، بحيث تخلق تلاعب ديناميكي بالضوء والظل وتسمح لضوء النهار باختراق أعماق المبنى. ويعكس السقف الإنشائي ترجمة لفكرة القبة الكلاسيكية مدعم بأعمدة خرسانية ذات أشكال عضوية وسلسة، والتي تقوم بتوفير الكتلة الحرارية التي تساهم في الاستراتيجية البيئية للمشروع.
النظام الإنشائي:
يتكون السقف الإنشائي من فتحات هيكلية عددها 78 في المحيط الخارجي و12 من الداخل. كما أن أعمدة المحيط الخارجي للسقف متباعدة عن بعضها البعض بمسافة 45 متر على طول خط الواجهة. إن محيط السقف البارز متوازن بواسطة السطح الممتد فوق المساحات الداخلية لخلق مدى واضح بطول 100 متر للمنطقة المركزية.