عزا اقتصاديان كويتيان حالة الاستقرار في تعاملات سوق الكويت للأوراق المالية «البورصة» أمس الثلاثاء إلى الانعكاسات الإيجابية لبعض أخبار الشركات التي أفصحت عن بياناتها المالية عن الربع الثاني من عام 2016 ما ساهم إلى حد كبير في الحفاظ على استقرار المؤشرات الرئيسية التي اغلقت في الخانات الخضراء رغم تدني السيولة.
وأوضح الاقتصاديان في لقاءين منفصلين مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن السوق استوعب إيقاف الكثير من الشركات التي بلغ عددها 24 شركة ويتوقع أن يتقلص العدد إلى 15 شركة في حال تم استيفاء عودة الإدراج حيث كانت هناك أوامر دخول من جانب بعض المحافظ عكست بعض الاتجاهات المتراجعة لمسار القطاعات بل تعرضت للمضاربة لاسيما في الدقائق الأخيرة قبل الإقفال.
وقال المدير العام لشركة «مينا» للاستشارات الاقتصادية والمحلل المالي عدنان الدليمي إن السوق يبدو أنه يتعاطى مع أخبار الشركات التي أعلنت بياناتها المالية نصف السنوية أقرب إلى الإيجابية عموما ويتصرف في تعاملاته بمنطقية على اعتبار أن الأرقام متواضعة ولن يتعاطى معها بشكل كبير رغم أن هناك شركات وبنوكا وشركات لوجستية هي من تمثل ثقل السوق.
وأضاف الدليمي أن محصلة الإعلانات للشركات التي أبرزت بياناتها المالية كان فيها شركات حققت أرقامها من الأداء التشغيلي ما يعني أن هناك تحسنا في البيئة التشغيلية بصفة عامة وإن كان السوق ينتظر أرباحا نسبتها أكبر خصوصا من جانب الشركات القيادية لكن ما سساعد في خروج تعاملات السوق على هذه المستويات المتدنية فترة إجازات الصيف حيث يفضل البعض من المتعاملين عدم الولوج في مخاطرات قد لا تكون محسوبة في ظل هذا المناخ والسيولة اليومية الضعيفة.
من جانبه قال رئيس جمعية «المتداولون» محمد الطراح إن إيقاف كثير من الشركات ومعظمها تحت بند النشاط الاستثماري أثر إلى حد كبير وسيظل على حاله خلال الجلستين المتبقيتين من الأسبوع نظرا إلى أن هذا القطاع يعتبر «عمود» مجريات حركة السوق رغم أن هناك قطاعات أخرى أكثر نشاطا كالبنوك و الخدمات اللوجستية و الاتصالات.
وأضاف الطراح أن الملاحظ عبر مسار الجلسة اليوم «أمس» أن عنصرالتباين كان السمة البارزة منذ البداية حتى النهاية بسبب هذا الأمر ما يتطلب البحث من جانب الجهات ذات الاختصاص إلى حلول جذرية حيث إنها باتت مسلسلا يتكرر مع نهاية كل ربع و التأخير في إيجاد مخرج سيزيد من خسائر المتعاملين لاسيما الصغار منهم.
وقد انعكست هذه الحالة على صعيد جلسة اليوم حيث كانت هناك نحو 43 شركة شهدت ارتفاعا على عكس 28 شركة التي شهدت انخفاضات ضمن 109 شركات تمت المتاجرة بها و بالنظر إلى إجمالي حركة مكونات مؤشر أسهم «كويت 15» فنجد انها استحوذت على 3ر8 مليون سهم بقيمة نقدية فاقت أربعة ملايين دينار عبر 283 صفقة نقدية وليخرج المؤشر من تعاملات الجلسة عند مستوى 8.24.08 نقطة.
وكان لأخبار العديد من الشركات أثر واضح في اتخاذ قرارات المتعاملين في الدخول بأوامر الشراء أو البيع جراء هذه التطورات منها ما ذكرته شركة مجموعة «أسس» القابضة عن شراء 80475 سهما من جانب شركة «أصول» للاستثمار وموافقة بنك الكويت المركزي لـ «المتحد» على إصدار صكوك علاوة على نتائج بعض الشركات التي تفادى الإيقاف في اللحظات الاخيرة.
يذكر أن المؤشر السعري للسوق أقفل مرتفعا 14.8 نقطة ليبلغ مستوى 5507.05 نقطة وليحقق قيمة نقدية بلغت نحو 7.13 مليون دينار من خلال تداول 62.2 مليون سهم تمت عبر 1837 صفقة نقدية.
