
اكد نائب الرئيس التنفيذي في شركة البترول الوطنية الكويتية باسم العيسى أمس الثلاثاء ان الشركة ترصد ما بين 8 و 10 في المئة من ميزانية المشاريع للحماية من الهجمات الالكترونية «الامن الصناعي».
وقال العيسى في تصريح للصحافيين عقب افتتاح «مؤتمر الكويت الثالث لحماية امن معلومات أنظمة التحكم الصناعية 2017» الذي تنظمه «البترول الوطنية» بالتعاون مع شركة الكويت للبتروكيماويات ويستمر يومين ان الحماية والامن الصناعي جزء لا يتجزأ ومهم جدا في كل المشاريع.
وأوضح ان تكلفة «الأمن الصناعي» في كل مشروع تحدد وفقا لحجمه لافتا الى ان الشركة وضعت خطة لتدريب الموظفين على طرق الحماية والامن الصناعي اضافة لاعدادها دورات تخصصية بالنسبة للمصافي او الحقول النفطية او مصانع البتروكيماويات.
وحول المؤتمر افاد بأنه يهدف الى طرح طرق مختلفة وجديدة لحماية العمليات الصناعية في المصافي وغيرها الى جانب التوعية الكافية للمشاركين من مختلف شركات القطاع النفطي.
من جهته قال مدير دائرة تقنية المعلومات في شركة البترول الوطنية المهندس عبدالعزيز الدعيج في تصريح مماثل ان اعمال القرصنة تبنى على ثلاثة محاور هي الأشخاص والعمليات والتكنولوجيا وهي النقاط التي تحتاجها لأمن المنشآت.
وأكد الدعيج ضرورة التوسع في المعلومات بين الشركات النفطية على المستوى العالمي بشكل دائم وعلى مدار الساعة خصوصا وان ما قد يحدث في دولة مجاورة من محاولات اختراقات سيحدث في دولة اخرى بعد ساعات وربما دقائق.
وشدد على ضرورة اتخاذ الاجراءات الاحترازية في هذا الشأن موضحا ان القرصنة الالكترونية تمثل الان التحدي الاكبر لاسيما ان لها اهدافا سياسية واقتصادية.
بدوره قال نائب الرئيس للخدمات الفنية في شركة «ايكويت» للبتروكيماويات طارق الكندري إن تكلفة الحماية والامن للمعلومات الصناعية تحدد وفق كل مشروع تقوم به الشركة على حدة.
وأضاف الكندري ان هذه التكلفة تبلغ في كل مشروع ما بين 10 و20 في المئة من كلفة المشروع وتبلغ في حدود مليون دولار امريكي سنويا.
وأشار الى ان «الشركة تعرضت لمحاولات للاختراق لكنها لم تنجح بسبب وجود حمايات جيدة للمعلومات الصناعية» مبينا ان «التطور التكنولوجي في العمليات الصناعية فتح المجال امام تلك الاختراقات».
فيما أكد الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية محمد غازي المطيري ان الشركة تضع تعزيز امن المعلومات الصناعية لقطاع النفط والبتروكيماويات اولوية مباشرة بالنسبة لها.
وأوضح المطيري ان الدراسات تتوقع ان تصل الخسائر الناتجة عن الجرائم الالكترونية العالمية الى 1ر2 تريليون دولار امريكي حتى عام 2019.
واضاف ان الجرائم الالكترونية كبدت دول العالم خسائر سنوية تتراوح بين 500 مليار وتريليون دولار امريكي في عام 2015.
وقال ان الفضاء الالكتروني احدث تغييرات جوهرية في الاقتصاد العالمي في العديد من الطرق ووفر لنحو ملياري انسان حول العالم امكانية الحصول الفوري على المعلومات واستخدام وسائل التواصل والدخول الى النظم الصناعية وخلق فرص اقتصادية واجتماعية.
وذكر ان الشبكة الرقمية تجلب تحديات ومخاطر جديدة وتفتح الباب واسعا لخلق اعمال مرتبطة بأمن المعلومات اذ يستطيع قراصنة الانترنت استغلال الفرصة لاحداث ضرر بالنظم الصناعية الحيوية ودخول الشبكات الداخلية لسرقة وتغيير معلومات حساسة وهويات بهدف جني ارباح غير قانونية.
وافاد المطيري بان التهديدات حقيقية وتتزايد مشيرا إلى الهجمات التي وقعت مؤخرا في دول مجلس التعاون الخليجي واوروبا والولايات المتحدة الامريكية اذ تمت سرقة ملايين من كلمات المرور وزرع فيروسات فيما يزيد عن 40 الف جهاز كمبيوتر واجبر الكثير من المنشآت الصناعية على الاغلاق.
وشدد في هذا الاطار على ضرورة العمل لاستباق هذه التحديات عبر تطبيق اجراءات وتخصيص موارد لإيقاف الهجمات على انظمة التحكم الصناعي وازالة خطرها مؤكدا ان «البترول الوطنية» تنفذ حملات موسعة ضمن القطاع النفطي والصناعات البتروكيماوية والمجالات الاخرى.
وفي تصريح للصحافيين على هامش المؤتمر قال المطيري ان نسبة الانجاز في مشروع الوقود البيئي وصلت الى 81 في المئة لافتا الى ان «البترول الوطنية» تعمل من الآن على التجهيز لاعمال التشغيل الفعلي لمشروع الوقود البيئي المتوقع في منتصف 2018.
وأضاف ان اغلاق مصفاة الشعيبة سيكون وفق ما هو مخطط له نهاية الشهر الحالي مشيرا إلى تقسيم المصفاة الى 3 أجزاء الاول خاص بخزانات النفط والمنتجات اذ سيتم اعادة تشغيلها لتنضم الى مصفاة ميناء عبد الله.
وأوضح انه بشأن الجزء الثاني الخاص بميناء التصدير فسوف تقوم ادارة مصفاة ميناء عبدالله بتحديثه وتشغيله في حين سيتم بيع الجزء الثالث من المصفاة لافتا الى وجود عروض خارجية غير نهائية للشراء من سيريلانكا والولايات المتحدة ونيجيريا.
وتضمنت فعاليات المؤتمر جلسة حوارية عن امن معلومات انظمة التحكم الصناعية والتصورات المستقبلية لهذا القطاع بمشاركة الرئيس التنفيذي لشركة صدارة للكيميائيات زياد اللبان والعضو المنتدب للتخطيط والمالية في مؤسسة البترول وفاء الزعابي والرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية محمد غازي المطيري والرئيس التنفيذي لشركة «ايكويت» محمد حسين.
ويناقش مؤتمر الكويت الثالث لحماية امن معلومات المقام برعاية وزير النفط ووزير الكهرباء والماء عصام المرزوق انظمة التحكم الصناعية واهميتها لاسيما المتعلقة بصناعات النفط والغاز والبتروكيماويات ومحطات توليد الكهرباء.
ويهدف المؤتمر الى زيادة الوعي بأمن المعلومات ويتضمن حلقات نقاشية ومحاضرات مفصلة وورش عمل متخصصة بمشاركة مجموعة من القيادات التنفيذية والخبراء من مختلف انحاء العالم الى جانب معرض بمشاركة مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في مجال امن معلومات أنظمة التحكم الصناعية.